استأنف وفدا الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" امس، محادثاتهما بعد توقف استمر اسبوعاً، وحذر الوسطاء في ظل تصلب مواقف الطرفين في شأن مستقبل منطقة أبيي من أنهم سيطرحون حلاً جديداً. واجرى النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" العقيد جون قرنق محادثات امس، تركزت في مناقشة مواقف الجانبين من قضية أبيي، احدى المناطق المهمشة الثلاث، اضافة الى النيل الأزرق وجبال النوبة. وعلم ان مواقفهما لم تتزحزح كثيراً عما كانت عليه. وكشفت مصادر قريبة الى المحادثات ان الوسطاء أبلغوا الطرفين عزمهم طرح اقتراحات جديدة في حال فشلهما في الاتفاق على مستقبل ابيي في نهاية موعد جولة التفاوض غداً الثلثاء. وقال عضو وفد "الحركة الشعبية" دينق الور ان الوسطاء سيطرحون حلاً لمسألة ابيي في حال عجز المتفاوضون عن التوصل الى اتفاق، مؤكداً ان الحركة لا تزال عند موقفها المطالب بضم ابيي الى اقليم بحر الغزال في جنوب البلاد. لكن عضو الوفد الحكومي الدكتور امين حسن عمر رأى أن حل المشكلة ينبغي ان يستند الى عدم فك ارتباطها باقليم كردفان في ظل وجود احتمال بانفصال جنوب البلاد عن شماله. وكثفت الادارة الاميركية اتصالاتها مع الطرفين لتجاوز ملف المناطق الثلاث، والتقى مبعوث وزارة الخارجية الاميركية الى المحادثات السفير ران بيرغر أربعة من اعضاء الوفد الحكومي في مقر السفارة الاميركية في نيروبي. من جهة أخرى، اعترفت السلطات بهجوم متمردي دارفور على مدينتي قريضة وبرام ثالث اكبر مدينة في ولاية جنوب دارفور. وقضى المتمردون اكثر من 12 ساعة في المنطقتين قبل انسحابهم فجر امس. واتهمت حكومة ولاية جنوب دارفور المتمردين بقتل ثلاثة من افراد الشرطة وإحراق مقري محكمتي المدينتين والاعتداء على اموال مصارف ومقرات حكومية. وأبلغ شهود "الحياة" في اتصالات هاتفية من نيالا التي وصلوا اليها امس، أن المتمردين دخلوا الى المدينة بصورة فاجأت السلطات لبعدها عن مواقع نشاطهم، واستهدفوا المؤسسات الحكومية وفتحوا مخازن ديوان الزكاة ووزعوا السلع على المواطنين بعد ان استدعوا السكان بمكبّرات الصوت. وقال الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني أركو مناوي إن قواته خاضت معركة استمرت ساعة ونصف الساعة قبل الاستيلاء على برام. لكنه أكد ان قواته كانت لا تزال مسيطرة على المدينة أمس، معتبرا أن المتمردين اقتربوا بذلك من مدينة نيالا عاصمة الولاية التي تبعد نحو 200 كيلومتر.