تجمع أهالي قتلى معارك سامراء امام مستشفى المدينة رافعين رايات بيضاء أمس، في حين حمل متطوعون أكياساً سوداء تحوي جثثاً لدفنها. وفاحت رائحة كريهة منبعثة من الجثث المتحللة في رواق المستشفى، بينما وضع العاملون هناك كمامات على أنوفهم أثناء نقل الجثث منادين باسماء اصحابها لدى وصولهم الى المدخل الرئيسي. ووقف رجل غزا الشيب شعره، ممسكاً منديلاً ابيض اللون، يراقب نقل جثة ابنه تنقل الى شاحنة بيضاء صغيرة وضعت فيها خمس جثث اخرى داخل اكياس خاصة. وبكت زوجته وخمس نساء قبل صعودهن الى السيارة حيث تسلق أربعة صبيان السطح. وقال العجوز حسن عباس محمود الذي بللت الدموع وجهه انه يبحث عن جثث زوجة ابنه وخمس من بنات شقيقاته وابن شقيقته متهما الاميركيين بقتلهم. وقال الطبيب عبدالحميد ان جميع الجثث، وعددها 50 ستنقل قبل المساء وسيلف بعضها ببطانيات او اغطية بلاستيكية بسبب نفاد الاكياس الخاصة بذلك. وأخذت القوات الاميركية صوراً لحوالي 120 جريحاً ادخلوا المستشفى قبل نقلهم الى تكريت المجاورة بسبب النقص الكبير في الخدمات الطبية والاطباء. وتطوع عدد من الاهالي بالمساعدة في تطهير المستشفى وتعقيمه بعدما كانت ارضيته وصالاته مغطاة بالكامل ببقع الدم. الى ذلك أكد أحد أهالي الضحايا ان الوصول الى المقبرة بات "أمراً مستحيلاً في الوقت الحاضر لان القوات الاميركية تحاصرها وهو مادفعنا الى دفن الشهداء في منتزه "حي المعلمين" الذي يقع وسط المدينة حيث تم دفن ما يقرب من عشر جثث". واضاف ان "حديقة مسجد حميد الحسون تحولت هي الاخرى الى مقبرة حيث تم دفن ما يقرب من عشرين جثة"، فيما اكد الدكتور ابو بلال مساعد مدير مستشفى تكريت التعليمي ان "بعض الاموات تم دفنهم في حديقة المستشفى". وقال شهود عيان ان العديد من الجثث في مناطق اخرى مثل "الجبيلة" التي تبعد نحو كيلومترين الى الشمال من مركز مدينة سامراء "ما زالت ملقاة على الارض وان الوصول اليها مستحيل لان القوات الاميركية تحاصر المدينة وتمنع الدخول اليها او الخروج منها". واكدت مصادر طبية في المدينة ان سيارات الاسعاف تواجه مشكلة في الوصول الى غايتها، واكد أبو بلال ان "الاميركيين يوقفون سيارات الاسعاف ويفتشونها ويطالبون قائدها بإنزال أجهزة الاوكسجين والتأكد منها".