ارتفعت اسعار النفط قليلاً امس الاربعاء، بعد يومين من التراجع، بانتظار ارقام المخزون الاميركي الاسبوعية. وعلى رغم موجة البيع الشديدة لجني الارباح نتيجة القلق من تأثير ارتفاع الاسعار في النمو الاقتصادي الدولي وبالتالي تراجع الطلب على النفط، الا ان الاسعار ظلت قوية مع استمرار القلق من نقص مخزون المشتقات في معظم الدول المستهلكة استعداداً لفصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وعند ظهر امس ارتفع سعر خام القياس الاوروبي"برنت"في بورصة النفط الدولية في لندن 41 سنتاً الى 49.18 دولار للبرميل تسليم كانون الاول ديسمبر المقبل. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف 25 سنتاً الى 53.54 دولار للبرميل. وذكرت وكالة"اوبكنا"ان سعر"سلة اوبك"واصل الهبوط الثلثاء الى 44.98 دولار للبرميل من 45.47 دولار الاثنين. وتكهن متعاملون بأن موجة الهبوط قد تتوقف مع صدور بيانات المخزونات الاميركية اذا أظهرت البيانات انخفاضاً حاداً في المقطرات ووقود التدفئة، كما يُتوقع المحللون في الاسواق. وذكر تقرير لمؤسسة"باركليز كابيتال"ان مخزونات المشتقات التجارية منخفضة بشكل كبير في معظم انحاء العالم. واضاف:"من غير المعتاد ان تكون مخزونات المشتقات منخفضة في مناطق الاستهلاك الرئيسية في الوقت نفسه، فيما كان الفائض في بعض المناطق يخفف من وطأة النقص في مناطق اخرى في السابق". وعلى صعيد الاستهلاك، قالت كوريا الجنوبية، رابع أكبر مستورد للنفط في العالم، ان متوسط كلفة واردات النفط الخام قد يرتفع بمقدار الربع، وربما يتقلص الطلب المحلي السنة الجارية، فيما يتعرض ثالث أكبر اقتصاد في آسيا لضغوط بسبب ارتفاع أسعار النفط. وقال الرئيس الكوري الجنوبي روه مو هيون انه شكّل لجنة قومية للطاقة تتولى وضع استراتيجيات طويلة الاجل لضمان استقرار امدادات الطاقة وانه سيرأس اللجنة. وقالت وزارة الطاقة في بيان"ان متوسط سعر استيراد النفط سيرتفع الى نحو 34.50 دولار للبرميل السنة الجارية، على أساس سعر خام دبي"، خام القياس في الشرق الاوسط، مقارنة مع 27.50 دولار عام 2003. وتظهر بيانات رسمية أن كوريا الجنوبية استوردت كميات من النفط والغاز الطبيعي والفحم بقيمة 37.6 بليون دولار العام الماضي، تمثل 21 في المئة من اجمالي الواردات، وستة في المئة من اجمالي الناتج المحلي.