ذكر ديبلوماسيون أمس السبت ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل بمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في محاولة لتخفيف التوتر بين واشنطن والوكالة الدولية حول ليبيا. وقال ديبلوماسي غربي ان "الوزير باول اتصل بالبرادعي" و"الكل يحاولون ان يكونوا اكثر تهذيباً. ومن مصلحة الجميع تخفيف التصريحات قليلاً". وافاد مصدر آخر ان المكالمة التي جرت بين باول والبرادعي هذا الاسبوع كانت "نقاشاً بناء بخصوص رحلة البرادعي" الى ليبيا. واضاف: "حاولا التأكد من ان كلا منهما يفهم موقف الآخر". وكان التوتر ثار بين واشنطن والبرادعي منذ ان بدأ موظفو الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش مواقع نووية ليبية الاسبوع الماضي بعد ثمانية ايام من اعلان الزعيم الليبي معمر القذافي التخلي عن اسلحة الدمار الشامل. وأعرب البرادعي الذي زار طرابلس والتقى القذافي، عن رضاه بالتعاون الليبي مع الوكالة الدولية والسماح لها بالقيام بعمليات تفتيش دقيقة في المواقع. الا ان عددا من كبار المسؤولين الاميركيين اتهموا الوكالة الدولية بالاستعجال في زيارة ليبيا ولمحوا الى ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا لا ترغبان في اسناد مهمة التحقق من نزع الاسلحة الليبية الى الوكالة وحدها. ونقلت "نيويورك تايمز" الجمعة عن مسؤول قوله ان البرادعي "لا يمتلك سوى قدر ضئيل من المعرفة" حول حجم برامج ليبيا السرية للأسلحة. وبدأ جون بولتون الديبلوماسي الاميركي البارز في مجال ضبط الاسلحة اجتماعاً مع نظرائه البريطانيين الجمعة للبحث في سبل التأكد من التزام ليبيا تعهدها التخلي عن اسلحة الدمار. وفي هامبورغ، ذكرت مجلة "دير شبيغل" الالمانية التي ستصدر الاثنين المقبل ان علماء باكستانيين متورطون في شحنة مواد تخصيب اليورانيوم التي ضبطت على متن سفينة شحن المانية في طريقها الى ليبيا في تشرين الاول اكتوبر الماضي. واضافت المجلة من دون ذكر المصدر ان المواد التي تساعد في تخصيب اليورانيوم صنعت في دولة في جنوب شرقي آسيا مع "خبرة باكستانية". وأوضحت ان بحوزة المحققين دلائل تشير الى مجموعة من ثلاثة الى اربعة مهندسين ورجال اعمال يُشتبه في تورطهم في القضية ايضاً. وكانت صحيفة "زودويتشي تسايتونغ" افادت اول من امس ان رجال اعمال بريطانيين تورطوا في القضية. وأوضحت ان تسليم الشحنة الى ليبيا كان بموجب تعليمات من شركة اسيوية اعلنت عن بضاعة مختلفة عن تلك التي تم ضبطها. وتابعت ان طاقم السفينة وصاحبها مقرها لير الواقعة على بحر الشمال في المانيا لم يعرفوا ان الشحنة احتوت في الواقع على عناصر يمكن ان تخصب اليورانيوم.