اعتبر الرئيس جورج بوش مساء الثلثاء ان العراق يشكل احد نقاط الارتكاز في الحرب الشاملة على الارهاب، واكد ان جيشه لن ينسحب منه طالما بقي التهديد قائما. واوضح بوش في خطاب القاه امام محاربين قدامى في سانت لويس ميزوري وسط ان العراق اصبح "نقطة ارتكاز في الحرب على الارهاب. فلول نظام صدام لا تزال خطرة والارهابيون يتجمعون في العراق لعرقلة بسط الحرية". وفي هذا الاطار وعد بأن الاميركيين لن ينسحوا من العراق قريباً، موضحاً: "ان التراجع والانسحاب امام الارهاب انما يؤدي الى هجمات جديدة جريئة اكثر. لن يحصل تراجع"، فيما تكثر التساؤلات في الصحف وفي صفوف المسؤولين السياسيين الاميركيين حول التحرك الاميركي في العراق. وطالب برلمانيون بإرسال تعزيزات لمساعدة 140 الف جندي في العراق تكبدوا خسائر منذ انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في الاول من ايار مايو اكبر من تلك التي تكبدوها خلال الهجوم الذي دام ثلاثة اسابيع على نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. ولم يستبعد بوش ارسال تعزيزات واعداً بالعمل مع اعضاء البرلمان لوضع هذا البلد مجددا على طريق الديموقراطية والازدهار. وقال: "بناء العراق الحر والمسالم يتطلب تخصيص الكثير من الوقت والموارد"، موضحاً: "سأعمل مع الكونغرس للتأكد من اننا نخصص الموارد الضرورية لتحقيق الحرية والامن". واوضح ان 31 دولة ارسلت حتى الان 21 الف عنصر للمساعدة في احلال الاستقرار في العراق ودعا الى مشاركة دول اخرى. ومضى يقول: "سأواصل الطلب من دول اخرى المشاركة في هذه المهمة الكبيرة"، مشدداً على ان تغيير النظام في العراق، سيساعد على التقدم في طريق السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وقال: "لن يقرر قتلة مستقبل العراق ولن يقرروا كذلك مصير الشرق الاوسط". واضاف: "لن تبنى اي دولة فلسطينية على اسس العنف. حان الوقت لكل صديق فعلي للشعب الفلسطيني ولكل زعيم في الشرق الاوسط وللفلسطينيين انفسهم التحرك لوقف مصادر تمويل ودعم الارهابيين ولمحاربة الارهاب بنشاط على كل الجبهات". واوضح: "عندها فقط يمكن لاسرائيل ان تعيش آمنة وان يرفرف العلم فوق فلسطين مستقلة"، موضحا انه "لتقريب هذا الموعد ستكون اميركا صديقاً وفيا لجميع الذين يسعون الى السلام". وذكر بوش باعتداء بغداد والعملية الانتحارية في القدس في 19 آب اغسطس محذرا من ان اي تقدم سيترافق "مع هجمات جديدة وتصرفات يائسة" لمتطرفين عازمين على معارضة حلول الديموقراطية. واشار الى التقدم المسجل في محاربة تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن المتهم باعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 في واشنطنونيويورك مشدداً على ان هذه الشبكة "مجروحة لكن لم يتم القضاء عليها نهائيا.لا تزال تشكل خطرا كبيرا على الشعب الاميركي. والشبكات الارهابية لا تزال تجند عناصر والإعداد لاعتداءات ولا تزال تنوي مهاجمة بلادنا". وشدد ايضا على ان الخسائر التي تكبدتها القوات الاميركية في العراق تشكل ثمناً لا بد منه لتجنب وقوع هجمات ضد الولاياتالمتحدة. واضاف: "جنودنا يواجهون ارهابيين في العراق وافغانستان وفي مناطق اخرى حتى لا يضطر شعبنا الى مواجهة العنف الارهابي في نيويورك وسانت لويس او لوس انجليس". واظهرت اخر حصيلة رسمية للبنتاغون ان 277 جنديا اميركيا قتلوا في اطار عملية "حرية العراق"، بينهم 139 منذ اعلان الرئيس الاميركي في الاول من ايار انتهاء العمليات العسكرية الاساسية في العراق. وتدعو الادارة الاميركية الى التحلي بالصبر وتحاول الرد على الانتقادات التي تعتبر ان عديد القوات الاميركية في العراق ضئيل. وقالت مستشارة الرئيس الاميركي لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس الاثنين: "علينا التحلي بالصبر. فعندما يلتزم الاميركيون قضية نبيلة فإنهم ينجزونها". وسعى وزير الدفاع من جهته الى دحض الاتهامات التي تعتبر ان عدد القوات الاميركية المنتشرة في العراق ضئيل، مشدداً على ان القادة العسكريين على الارض لم يطلبوا حتى الان تعزيزات. لكنه لم يستبعد رفع عديد القوات الاميركية في حال اقتضت الضرورة.