أعلنت مستشارة مجلس الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس ان العلاقات بين الرئيس جورج بوش والمستشار الألماني غيرهارد شرودر لا يمكن أن تعود الى طبيعتها أبداً، وأوضحت أن واشنطن تسعى الى تحسين علاقاتها مع المانيا بالالتفاف على شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر الذي يعتبر بوش ان خلفيته اليسارية لا تناسب منصبه. وقالت رايس في مقابلة مع مجلة "فوكس" الألمانية ان "العلاقات بين بوش وشرودر لن تعود ابداً الى ما كانت عليه في السابق والى ما يجب ان تكون عليه". وأضافت ان علاقات واشنطن مع فيشر على المستوى المنخفض ذاته، ويعتقد بوش ان "خلفية فيشر وسيرته المهنية لا تناسبان منصب رجل دولة". وكان فيشر من المتشددين اليساريين في الستينات قبل ان ينضم الى حزب الخضر عند انشائه في 1970. ويعد من اكثر الشخصيات السياسية شعبية لدى الناخبين في الحكومتين الألمانيتين الأخيرتين. وعلى رغم استبعاد رايس لأي تقدم في العلاقات مع المستشار الحالي او وزير خارجيته، الا انها قالت ان واشنطن "تبذل جهوداً لتحسين العلاقات مع المانيا لكننا نقوم بذلك بالالتفاف على المستشار الذي نفضل تجنبه". وشهدت العلاقات الاميركية - الالمانية توتراً منذ العام الماضي بسبب العراق حين جعل شرودر معارضته للحرب على العراق الركيزة الاساسية في حملته الانتخابية لاعادة انتخابه لفترة ثانية. ولا يبدو ان زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لبرلين الاسبوع الماضي ساعدت في رأب الصدع في علاقات البلدين. وشكك باول في أعقاب ذلك في امكان عقد لقاء مع شرودر في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية حيث سيشاركان في الاحتفالات بالعيد الثلاثمئة للمدينة الاسبوع الماضي. الى ذلك قال رئيس الوزراء الفرنسي جان - بيار رافاران ان فرنسا لن تعتذر عن موقفها من الأزمة العراقية. وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء مقاطعة كيبيك الكندية جان شاريت في اليوم الثالث من زيارته لكندا "ليس علينا ان نقدم اعتذاراً لرأب صدع في علاقة ما مهما كانت". وزاد: "لقد تصرفنا بقناعة وفق قيمنا. ولسنا آسفين اليوم على ما قمنا به". واكد انه على رغم الخلاف حول العراق، فإن الاميركيين ما زالوا "اصدقاء". واشار الى ان فرنسا بموافقتها على القرار الذي قدمته الولاياتالمتحدة لمجلس الأمن لرفع العقوبات عن العراق، أظهرت أنها تصرفت "بشكل بناء". واضاف: "اننا نتكلم كشريك صادق وصديق وفي". وتابع ان فرنسا تلتفت "نحو المستقبل" مشيراً الى ان للولايات المتحدة دورها الذي تلعبه. واضاف: "طموحنا هو انسانية العولمة وهذا لا يبدو متعارضاً مع قناعات أصدقائنا الاميركيين". واعتبر شاريت انه "من الطبيعي جداً ان تكون كندا قد عارضت وعلى غرار فرنسا الحرب على العراق... وأبعد من ذلك، هناك علاقات وثيقة جداً بيننا مع الأميركيين كما هو حال فرنسا. وستعود الامور الى طبيعتها".