ضربت هزة أرضية قوية منطقة شرق تركيا أمس، ما أسفر عن مقتل أكثر من 85 شخصاً وهدم مبانٍ أحدها سكن للأطفال في مدرسة داخلية حيث حوصر 130 طفلاً تحت الأنقاض شأنهم في ذلك شأن عشرات في أماكن أخرى، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الضحايا إلى أكثر من مئتي قتيل. تسببت هزة أرضية قوية ضربت شرق تركيا في مقتل 85 شخصاً أمس، في حين دفن 200 شخص، بينهم نحو 130 طفلاً في مدرسة تحت الأنقاض. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي توجه إلى مدينة بنغول المنكوبة شرق حيث يقيم 65 ألف نسمة أن "150 إلى 200 شخص لا يزالون تحت الأنقاض". وبحسب آخر حصيلة رسمية نشرت ظهراً، قتل 85 شخصاً وأصيب أكثر من 400 بجروح في الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة ليل أول من أمس، وبلغت قوتها .46 درجات على مقياس ريختر المفتوح. وأنقذ نحو ستين طفلاً من تحت أنقاض المدرسة التي انهارت تماماً فيما كان معظم الأطفال ينامون في الطابق الأرضي، وحيث عثر على 26 جثة صباحاً. وذكرت وكالة أنباء الأناضول عن الطفل فيصل داغديفرن 12 عاماً قوله: "كان رفاقي يطلبون مني مساعدتهم عندما كانوا العمال ينقذونني. لا يزالون تحت الأنقاض أنقذوهم". وروى أحد الناجين ويدعى مصطفى غونالا: "فجأة رأيت سقف المبنى ينهار علي ولم يكن هناك حيز كبير". وانتشر مئات من المسعفين ورجال الدرك والجنود يدعمهم مدنيون في محيط المدرسة، محاولين دخول المبنى الذي انهار تماماً. وحاول مئات من الأشخاص بينهم أهالٍ أصابهم الهلع، اختراق الطوق الأمني وتدافعوا إلى سيارات الإسعاف كلما كان ينقل طفل إليها. وتسببت الهزة الأرضية التي شعر بها سكان المحافظات المجاورة، بحالة من الذعر في المنطقة حيث خرج مئات الأشخاص إلى الشوارع. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن طبيب مسؤول في مستشفى في بنغول، أن أكثر من 350 جريحاً نقلوا إليه، وأنهم يعالجون في حدائق المستشفى تحسباً لأي هزات ارتدادية. وسجلت نحو مئة هزة ارتدادية إثر الهزة الأساسية التي استمرت نحو 20 ثانية. وقطعت الاتصالات مع عدة قرى بعد انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصال. وأرسلت إسعافات مهمة، من بينها مستشفيات ميدانية وكلاب متخصصة ومطابخ نقالة إلى منطقة بنغول، كما أرسلت فرق متخصصة في الدفاع المدني والدرك والقوات الخاصة من أنقره ومن المحافظات القريبة. وأعلنت وزارة الخارجية اليونانية أن أثينا أرسلت مساعدات إلى تركيا بقيمة 300 ألف يورو، في حين اقترحت ألمانيا وفرنسا تقديم مساعدتهما. وفي رسالة نشرها قصر الاليزيه، أكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن بلاده مستعدة لتقديم مساعدتها لإسعاف الضحايا ومساعدتهم. وقدم وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر التعازي في اتصال هاتفي مع نظيره التركي واقترح إرسال فريق من المسعفين المتخصصين مع معدات وكلاب للعثور على الناجين المدفونين تحت الأنقاض. وتقع تركيا على صدع جيولوجي زلزالي ناشط تسبب في شمال الاناضول بمقتل أكثر من 20 ألف شخص في آب أغسطس وتشرين الثاني نوفمبر 1999 شرق بحر مرمرة. وكانت هزة أرضية بقوة .86 درجات على مقياس ريختر ضربت في 22 أيار مايو 1971، محافظة بنغول وأسفرت عن مقتل نحو تسعمئة شخص بحسب مديرة معهد الزلازل في اسطنبول غولاي بربروس أوغلو.