الحكم "تعاون" في إهدار الوقت ... والجمهور زاد الوضع سوءاً في نهائي "أبطال أفريقيا". أنيمبا يتعصب للإنجاز التاريخي باستنزاف اعصاب الاسماعيلي

توّج انيمبا النيجيري وسط اجواء شغب مؤسفة للمرة الاولى في تاريخه على عرش دوري ابطال افريقيا لكرة القدم، بعدما لم يكفِ فوز الاسماعيلي عليه بهدف اياباً في تعويض خسارته امامه بهدفين ذهاباً.
وتسلم لاعبو انيمبا كأس الانجاز غير المسبوق بتأخير ساعة كاملة في اجراء لحظ تمسك الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الافريقي بإتمام مراسم التتويج الى جانب وزير الشباب والرياضة المصري الدكتور علي الدين هلال رئيس النادي الاسماعيلي الخاسر المهندس اسماعيل عثمان، والتي حضرها ألف مشجع نيجيري ابقتهم الشرطة في المدرجات بخلاف مشجعي الفريق المصري الذين اجبرتهم على مغادرتها.
وعموماً، خاض الفريقان اسوأ لقاء في تاريخ البطولة فرضه مستوى الاداء الفني المتواضع في ظل اعتماد لاعبي انيمبا استراتيجية اهدار الوقت عبر ادعاء لاعبيه الاصابة والاعتراض الكثيف على قرارات الحكم مايه ايدي الين من جزر سيشيل وتأخير تنفيذ الركلات الحرة ورميات التماس. وهم استدرجوا بالتالي لاعبي الاسماعيلي المنفعلين والمتسرعين الى اشتباكات وتلاحمات اهدرت وقتاً طويلاً، علماً ان الفترة الفعلية للعب الميداني لم تتجاوز30 دقيقة.
واللافت ان الحكم الين ساند ادعاءات لاعبي انيمبا بالاصابة، وسمح مرات عدة بمعالجتهم على ارض الملعب، ولم ينذر اي منهم حتى في حال بادر الى النهوض من دون تلقي العلاج، كما "تعاون" دائماً مع اللاعبين المعترضين على قراراته وصولاً الى حد ايقاف اللعب فترة ثلاث دقائق عقب ركلة الجزاء التي احتسبها في مصلحة الاسماعيلي في الدقيقة 26، والتي سجل منها حسني عبد ربه هدف المباراة الوحيد.
وسيطر الاسماعيلي على مجريات الشوط الاولى، لكن من دون ان يشكل خطورة حقيقية على مرمى الحارس النيجيري فنسنت اينياما، بسبب التسرع وتراجع مستوى نجومه عماد النحاس واسلام الشاطر وسيد معوض وأحمد فتحي والمالي تراوري. ثم زاد الوضع سوءاً في الشوط الثاني عقب التغيير غير الصائب لمدربه الالماني ثيو بوكير والذي تمثل في استبدال محمد حمص افضل لاعبيه ميدانياً بالغيني غاباتي، ما منع الاسماعيلي من تهديد مرمى منافسه مرة واحدة حتى نهاية المباراة، والتي توقفت فترة سبع دقائق في الوقت بدل الضائع بسبب إلقاء الجماهير الحجارة وعبوات المياه.
وهنأ الرئيس النيجيري اداريي انيمبا ولاعبيه بالانجاز عبر اتصال هاتفي مباشر ووعدهم بتخصيص مكافآت ضخمة لهم وحصول كل لاعب على سيارة حديثة.
في المقابل، يتوقع ان يتعرض الاسماعيلي لعقوبات مالية وادارية قاسية من الاتحاد الافريقي.
"غياب" صور التتويج
أوقعت أعمال العنف بين مشجعي الإسماعيلي والعناصر الأمنية اكثر من30 جريحاً من بينهم خمسة رجال شرطة، وتسببت بإعتقال نحو 150 شخصاً.
وأشارت التقارير الامنية الى ان اعمال العنف بدأت بقذف مشجعين قليلين للاسماعيلي عبوات المياه الى ارض الملعب، ما فرض تدخل رجال الشرطة لاحتواء ردود فعلهم السلبية والذين اشتبكوا معهم ما أدى الى اصابة اربعة منهم في مقابل مشجعين اثنين.
ونقل الجرحى الى مستشفى جامعة قناة السويس، بينما اعتقلت اجهزة الامن عدداً من مثيري الشغب، تمهيداً لعرضهم على النيابة العامة بتهمة افتعال الفوضى واتلاف الممتلكات العامة بعدما حطموا كراسي عدة في المدرجات وزجاج عدد من السيارات خارج الملعب، ما فرض اطلاق الشرطة غازات مسيلة للدموع لتفريقهم.
يذكر ان المشجعين نجحوا في منع المصورين جميعهم من التقاط صور للاعبي انيمبا النيجيري لدى تسلمهم الكأس.