يعيش نحو 35 ألف يهودي في تركيا ويحملون جنسيتها ويطلق عليهم مواطنوهم اسم "موسوي". ويبلغ عدد أفراد الطائفة في إسطنبول نحو 27 ألفاً، وهم يسكنون الأحياء الأكثر ثراء مثل ماكا وسيسلي ونيسانتازي. وتعتبر الأقلية اليهودية الثانية لجهة العدد بعد الأقلية الأرمنية التي يبلغ عدد أفرادها 45 ألفاً، في بلد يضم نحو سبعين مليون نسمة ويشكل المسلمون 99 في المئة من سكانه. وتعتبر الهجمات المعادية ضد اليهود نادرة في تركيا. إلا أن أحد الكنيسين اليهوديين اللذين استهدفا أمس تعرض عام 1986 لعملية تفجير أدت إلى مقتل 21 شخصاً. وتسبب الحادث في حينه في إصابة الطائفة اليهودية بصدمة في تركيا حيث وصل معظم اليهود قبل أكثر من 500 عام قادمين من إسبانيا هرباً من محاكم التفتيش. وهم ينتمون إلى اليهود الشرقيين السفارديم. وعاش اليهود منذ العهد العثماني، الذي تميز بالتسامح إزاءهم، حياة رغيدة وعملوا في شكل أساسي في قطاعي المال والتجارة. وتحولت تركيا بعد تسلم النازيين الحكم في ألمانيا وطيلة الحرب العالمية الثانية، إلى ملجأ ليهود أوروبا في ظل سياسة الحياد التام التي كانت تلتزمها. واستقر عدد كبير من المدرسين الألمان اليهود الهاربين من نظام أدولف هتلر في تركيا وعلموا في جامعات مختلفة في إسطنبول وأنقره. وكان مؤسس تركيا الحديثة مصطفى أتاتورك دعا هؤلاء الأساتذة للقدوم إلى تركيا، وبقي عدد كبير منهم فيها بعد انتهاء الحرب. وينتمي بعض رجال الأعمال الأكثر نفوذاً حالياً في تركيا إلى الطائفة اليهودية التي لا تملك تمثيلاً يذكر في الحياة السياسية. كما تقيم تركيا علاقات مميزة مع إسرائيل، ووقعت اتفاقاً للتعاون العسكري معها في 1996.