أدرجت الولاياتالمتحدة تنظيم "حماة الدعوة السلفية" الذي ينشط في الجزائر ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية في العالم وأمرت بتجميد ودائعها في الأراضي الأميركية. ونُشر القرار الجديد في العدد الأخير من الجريدة الرسمية الأميركية ونص على "تجميد أي أموال أو ودائع محتملة" لهذا التنظيم الذي يتزعمه محمد بن سليم. ونقلت وكالة "فرانس برس"، أمس، عن مساعد الناطق باسم الخارجية الأميركية آدم إيرلي تأكيده أن هذا التنظيم "يمثل خطورة كبيرة بسبب إمكان قيامه بنشاطات إرهابية تهدد أمن" الولاياتالمتحدة ورعاياها، لافتاً إلى أن واشنطن "ستطلب من الأممالمتحدة فرض عقوبات على هذا التنظيم". وقال إيرلي إن هذا "التنظيم مزود أسلحة ويقوم بنشاطات إرهابية في الجزائر وخارجها"، مشيراً إلى أنه مسؤول عن أعمال قتل منذ منتصف التسعينات وكثفت إعتداءاته في الأعوام الأخيرة. وتشير مصادر على صلة بملف الجماعات المسلحة الجزائرية أن عناصر هذا التنظيم موجودون داخل الجزائر و"ليست لهم أموال في الخارج". لكنها تلفت إلى أن قرار واشنطن يهدف على الأرجح إلى "قطع كل أشكال الدعم المحتمل لهذا التنظيم" من شبكات دعم الجماعات الجزائرية في الخارج. وكان تنظيم "حماة الدعوة السلفية" أصدر بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 بياناً دعا فيه إلى نصرة حركة "طالبان" في أفغانستان وتنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه أسامة بن لادن ضد الولاياتالمتحدة. لكن يبدو ان رد فعل واشنطن على موقف التنظيم لم يتبلور سوى الآن، على رغم العمليات التي كان يقوم بها في الجزائر. وبإستثناء قرار أصدره الاتحاد الأوروبي في نهاية 2001 بتجميد أموال 11 ناشطاً جزائرياً تقيم غالبيتهم في إيطاليا، فإن القرارات المماثلة الأخرى التي أصدرتها الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وبريطانيا ضد كل من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" و"الجماعة الإسلامية المسلحة" لا تحمل أي أهمية عملية نظراً إلى أن هذين التنظيمين لا يعتمدان على مصارف جزائرية أو أجنبية لحفظ ودائعهما المالية التي هي أصلاً أموال تُسلب من السكان في حواجز مزيفة وتنقل عادة في أكياس وليس عبر مصارف لشراء الأسلحة أو التزود بالمؤن. ويشير دليل صدر أخيراً عن أجهزة الأمن الجزائرية الى أن تنظيم "حماة الدعوة السلفية" يضم في صفوفه نحو 120 مسلحاً لهم خبرة قتالية في الميدان غالبيتهم يطلق عليه تسمية "الأفغان الجزائريين" كونهم شاركوا في الحرب الأفغانية نهاية الثمانينات. ويتزعم هذا التنظيم محمد بن سليم المعروف ب"سليم الأفغاني" و"سليم العباسي" نسبة إلى مدينة سيدي بلعباس 450 كلم غرب العاصمة حيث وُلد في التاسع من تشرين الأول اكتوبر 1970. وإلتحق ب"الجماعة الإسلامية المسلحة" العام 1992. وكان من أبرز ناشطيها في الغرب الجزائري. وشغل منصب "الضابط الشرعي" خلال فترة إمارة قادة بن شيحة "أمير" منطقة الغرب ومسؤول "كتيبة الأهوال" التي انشقت عن "الجماعة" العام 1996 ونشطت في شكل مستقل إلى أن تولى "سليم الأفغاني" قيادتها وأسس لاحقاً على أنقاضها تنظيماً يدعى "حماة الدعوة السلفية" تولى قيادته ويشير تقرير رسمي لأجهزة الأمن الجزائرية الى أن قادة هذا التنظيم ينشطون في ثلاثة محاور أساسية غرب البلاد هي جبال الرمكة وإسطمبول التي تربط بين ولايتي معسكر وغليزان 300 كلم غرب الجزائر، ومناطق جنوب غربي ولاية الشلف 250 كلم غرب التي شهدت أكبر المذابح التي عرفتها الجزائر، وكذلك في منطقة غوراية في ولاية تيبازة 70 كلم غرب. ورفض هذا التنظيم عرض العفو الذي وفره قانون الوئام المدني بين تموز يوليو 1999 وكانون الثاني يناير 2000.