برشلونة - رويترز، أ ف ب - اقتحم متظاهرون غاضبون قاعة المؤتمر الدولي الرابع عشر للايدز المعقود في برشلونة إسبانيا، وأضاعوا صوت وزير الصحة الاميركي تومي طومسون الذي كان يدلي بكلمته وسط صفيرهم وهتافاتهم أمس، احتجاجًا على ما يعتبرونه استجابة غير كافية من جانب واشنطن للوباء الذي يجتاح العالم. واقتحم حوالى 30 من الناشطين في مكافحة الايدز المكان وغطوا بتهليلهم على كلمة طومسون، فلم تعد مسموعة على الاطلاق. وقالوا إن الولاياتالمتحدة خذلت المصابين بفيروس أتش آي في المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" بالتزامها دفع 200 مليون دولار فقط لصندوق دولي جديد لمكافحة المرض. وتأسس الصندوق العالمي التابع للامم المتحدة لمكافحة الايدز والسل والملاريا عام 2001 على أمل جمع نحو عشرة بلايين دولار سنويًا لمكافحة الامراض الثلاثة، لكنه لم يجمع حتى الان سوى .82 بليون دولار. وأبلغ المدير التنفيذي الجديد للصندوق ريتشارد فيتشيم المؤتمر أن الاموال المتاحة "غير كافية أبدًا" وتعهد بالنضال من أجل الحصول على بلايين أخرى لضمان رعاية صحية أفضل في الدول النامية التي تتركز فيها نسبة 95 في المئة من حالات الاصابة بالفيروس. وبدت الفجوة بين الدول الغنية والفقيرة في مكافحة الايدز أكثر اتساعًا بعدما كشفت شركات الادوية عن منتجات جديدة فائقة التطور لمكافحة المرض لن تكون أسعارها في متناول الدول النامية. وسمع المندوبون في المؤتمر الدولي للايدز في برشلونة أنباء طيبة عن خطوات لاحتواء المرض الذي لا يزال خارج نطاق السيطرة في العديد من الدول الفقيرة. وقال علماء أمس إن أعداد المواليد المصابين بفيروس أتش آي في في الولاياتالمتحدة خفُضت بنسبة 80 في المئة خلال عقد، في ما وصفوه بأحد أكبر الانتصارات في محاربة مرض الايدز. وخفُضت أعداد المواليد المصابين بالفيروس المسبب لمرض الايدز بفضل الاختبارات التطوعية لاكتشاف الاصابة بالفيروس مبكرًا والفحوص التي تجرى للحوامل واستخدام عقاقير مناهضة للفيروسات. وعرضت البرازيل أمس المشاركة بما لديها من عقاقير غير خاضعة لحقوق الملكية الفكرية وتكنولوجيا انتاجها مع عشرة من أكثر الدول فقرًا في العالم لمحاولة سد الفجوة في توفير العلاج بين الاغنياء والفقراء. وكان برنهارد شفارتلاندر مدير إدارة مكافحة الايدز في منظمة الصحة العالمية حذر من أن بعض الدول الافريقية قد تفقد ربع قوتها العاملة بحلول عام 2020 بسبب الايدز. وكانت وكالة الاممالمتحدة لمكافحة الايدز أعلنت الشهر الماضي أن الصين مهددة بكارثة لا يمكن تصور أبعادها بسبب الايدز.