بيروت - القاهرة -"الحياة" - دان وزير الخارجية اللبناني محمود حمود الاعتداءات والممارسات الارهابية التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد كنيسة المهد في بيت لحم والتي تتجلى باستمرار الحصار على الكنيسة ومن فيها وتوجيه القذائف نحوها ونحو الأديرة المحيطة بها، الامر الذي يتنافى مع كل الاعراف الدينية والانسانية والحضارية. ولفت حمود الى "اتصالات مكثفة بدأها لبنان على اكثر من مستوى من اجل العمل لفك الحصار عن الكنيسة لأن ما تقوم به اسرائيل انما يمثل اعتداء صارخاً على هذا الصرح الروحي والحضاري والانساني وما يمثل، ويرسم صورة واضحة لما يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي الذي نفذ جرائم ومجازر ضد الشعب الفلسطيني ولا يتورع عن التجرؤ على المعابد الدينية والتهديد باقتحامها مستخدماً آلته العسكرية المدمرة وهو ما بدا واضحاً من الاضرار التي لحقت حتى الآن بالكنيسة ومحيطها". كما ناشد حمود المجتمع الدولي التدخل بسرعة من اجل فك الحصار عن الكنيسة ووضع حد لما تقوم به القوات الاسرائيلية. وكان الرئيس اللبناني اميل لحود تلقى ليل اول من امس، اتصالاً هاتفياً من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات ابلغه فيه الاعتداءات الاسرائيلية على كنيسة المهد، وطلب منه بصفته رئيساً للقمة العربية اجراء ما يراه مناسباً من اتصالات لوقف العدوان الاسرائيلي على الكنيسة. وطلب لحود على الفور في اتصالات اجراها مع سفراء لبنان في الدول الكبرى وفي الكرسي الرسولي واسبانيا بصفتها الرئيسة الحالية للمجموعة الاوروبية، ابلاغ الحكومات المعتمدين لديها بصورة عاجلة بهذه التطورات للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على كنيسة المهد. كما أُبلغت السفارة البابوية في لبنان بالمستجدات لنقلها الى المسؤولين في الفاتيكان. ووصف البطريرك الماروني نصرالله صفير ما يحصل في فلسطين بأنه جحيم، ونقل عنه وفد لجنة المتابعة الحزبية اللبنانية - الفلسطينية المنبثقة عن اللقاء التشاوري الحزبي الموسع "ان الاسرائيليين لا يميزون بين مسيحي ومسلم ولا بين كنيسة وجامع، لديهم اهداف واضحة والمؤسف انهم يسعون الى تحقيقها باسم الله وهذا يذكرني بقول للبطريرك مار انطونيوس خريش يوماً رداً على ما طرحه الاسرائيليون بقولهم: ان هذه الارض وهبها الله لهم، فسأل حينها البطريرك خريش: أين هو صك الملكية؟". واذ سأل صفير "كيف يمكن إسرائيل ان تستمر بالعيش وهي في حال عداء دائم مع جيرانها؟"، اعتبر "ان اليأس الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ويترجم من خلال عمليات استشهادية هو نتيجة لهذا القهر"، داعياً الى حماية الوحدة الداخلية اللبنانية. وبحث صفير الوضع الفلسطيني مع الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط القس رياض جرجور الذي اطلعه على موقف المجلس وما يقوم به من اتصالات مع الكنائس في الخارج وفي المنطقة لدعم الصمود الفلسطيني ووقف حرب الابادة والمجازر التي ترتكبها اسرائيل. وأوضح في تصريح له انه لقي من صفير "كل التشجيع اللازم للاستمرار في هذا العمل". وطالب النائب الدكتور عاطف مجدلاني الفاتيكان والبطريرك المسكوني بممارسة الضغوط نفسها التي استخدماها لوقف المجازر بحق شعوب اوروبا الشرقية ويوغوسلافيا سابقاً وقد اثبتت فاعليتها آنذاك. ايران من جهة اخرى، دانت ايران استمرار الجيش الاسرائيلي في حصار كنيسة المهد ودعا الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي المنظمات الدولية الى اتخاذ "تدابير فورية لمنع المجزرة التدريجية في حق المواطنين في بيت لحم". وطلب آصفي ايضا من هذه المنظمات "انهاء الوضع الكارثي في جنين وفي الاراضي الفلسطينية الاخرى". واضاف ان "صمت المجموعة الدولية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان والرقابة الاسرائيلية التي تمنع وسائل الاعلام من دخول هذه المناطق تعرض للخطر عدداً كبيراً من رجال الدين المسيحيين والابرياء الفلسطينيين". مبارك واثنار وتلقى الرئيس المصري حسني مبارك امس اتصالاً هاتفياً من رئيس وزراء اسبانيا خوسيه ماريا اثنار الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، تناول التحرك الجاري لدول الاتحاد الاوروبي المؤيد والساعي لمطالبة إسرائيل بوقف النار والانسحاب من المدن الفلسطينية واحترام قرارات الشرعية الدولية. كما تناول الاتصال موقف الاطراف من نتائج محادثات وزير الخارجية الاميركي كولن باول. ومن جانبه طالب الرئيس مبارك بموقف اوروبي لإنقاذ كنيسة المهد مما تتعرض له من عدوان إسرائيلي سافر.