أكد الرئيس بشار الأسد ان "افكار" ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأمير عبدالله بن عبدالعزيز "تنطبق تماماً مع ثوابت" دمشق وتؤكد مبادئ تحقيق "السلام كخيار استراتيجي". وبدأت المبادرة السعودية تأخذ بعدها العربي رسمياً، إذ أعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث خلال زيارته الإمارات العربية وقطر أن مجلس الوزراء العرب الذي سيعقد في القاهرة السبت المقبل سيناقشها، تمهيداً لوضعها على جدول أعمال القمة في بيروت. وصدر بيان رئاسي سوري نشرته الصحف المحلية أمس في ختام زيارة الأسد للسعودية، حيث التقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله. وفي أول موقف رسمي من المبادرة السعودية، أفاد البيان أن المحادثات تناولت "المستجدات على الساحتين العربية والدولية، خصوصاً ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من بطش وإرهاب وتدمير جراء ممارسات قوات الاحتلال الاسرائيلية"، وان الأسد والأمير عبدالله أكدا وقوف بلديهما "إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من اجل استعادة حقوقه المغتصبة واسترداد أراضيه المحتلة". وأضاف البيان ان المحادثات اظهرت ان "وجهات النظر متطابقة حول مجمل الموضوعات والافكار التي بحثت، وتم التأكيد على ان السلام العادل والشامل في المنطقة كخيار استراتيجي لا يمكن ان يتحقق إلا بانسحاب اسرائيل من جميع الاراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران يونيو عام 1967 وتحرير ما بقي محتلاً من اراض في جنوبلبنان واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف والتمسك بحق العودة وفق قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة". وبعدما شدد الجانبان على "الثوابت الوطنية والقومية التي تتمسك بها الدول العربية لتحقيق السلام العادل والشامل والمستندة الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام"، نقل البيان الرسمي عن الأسد تأكيده "تطابق هذه الثوابت مع الافكار التي عرضها الأمير عبدالله، معرباً عن ارتياحه إلى موقف المملكة العربية السعودية ودعمها المتواصل للقضايا العربية العادلة". في الدوحة، كرر شعث أمس ما أعلنه في أبوظبي أن المبادرة لن تطرح على القمة العربية إذا لم يتمكن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من حضورها، وأكد أنها مطروحة على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة السبت المقبل. وأوضح أن المبادرة هي المشروع العربي الذي حسم الغموض، مؤكداً أن المشاورات والمحادثات العربية هي لشرح الموقف السعودي وازالة الغموض، ومن الطبيعي أن تشمل المبادرة حل مشكلة اللاجئين. وقال في مؤتمر صحافي نظمه "مركز زايد للتنسيق والمتابعة" في أبوظبي إن المبادرة تؤكد "إقامة سلام عربي مع إسرائيل عندما تنسحب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967، وتحل المشاكل ذات الصلة مثل قضية اللاجئين، وهي بهذا المعنى تشكل حافزاً للإسرائيليين لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية".