طوكيو - رويترز - أطلقت اليابان بنجاح أمس السبت صاروخاً يحمل أول أقمارها الاصطناعية الأجنبية، مقتربةً هكذا خطوة اخرى من الفوز بالثقة الدولية، التي تعتبر أساسية لتسويق نشاطها في مجال إطلاق الأقمار الاصطناعية. وانطلق الجيل الجديد من "صاروخ اتش 2 ايه" من جزيرة تانيغاشيما الصغيرة الواقعة على مسافة نحو الف كيلومتر جنوب غربي طوكيو في العاشرة والدقيقة 31 صباحاً الواحدة والدقيقة 31 بتوقيت غرينيتش، حاملاً أربعة أقمار اصطناعية، بينها قمر استرالي. وقالت "الوكالة الوطنية لتطوير الفضاء" ناسدا ان الصاروخ الرابع من سلسلة "اتش 2 ايه" والذي يبلغ طوله 53 متراً ومؤلف من مرحلتين، وضع قمراً يابانياً للأبحاث في مدار الكرة الارضية بعد انطلاقه، وفقا لما كان مقرراً. وسيُطلِق لاحقاً ثلاثة أقمار اصطناعية اخرى، هي قمر "فيدسات" الاسترالي، وقمر اصطناعي لمراقبة الحيتان قامت بتطويره جامعة يابانية، وقمر اختبارات ل"ناسدا". واذا تم وضع هذه الأقمار في مدارها الصحيح، فستكون هذه ثاني مرة ينجح فيها صاروخ "اتش 2 ايه في" مهمته، بعد عملية إطلاق جرت في أيلول سبتمبر أشاد بها مسؤولو "ناسدا" بوصفها "خطوة كبيرة" في اتجاه نشاط الإطلاق التجاري للأقمار الاصطناعية. وقد أطلقت اليابان أول صاروخ من طراز "اتش 2 ايه" من دون حمولة في آب اغسطس 2001. لكن الصاروخ الثاني أخفق في وضع قمر للاختبارات في مدار الكرة الارضية في شباط فبراير. ويعتبر نجاح الصاروخ الياباني في نشر حمولته، ولاسيما القمر الاسترالي، مهماً لمستقبل برنامج الفضاء الياباني الناشىء، والذي هاجمه المنتقدون بسبب نفقاته وسلسلة الاخفاقات في عمليات الاطلاق. وأدى حادث عارض في عام 1999 الى خسارة نموذج أولي بلغت تكاليفه عشرة بلايين ين، في حين كلفت عملية إطلاق غير ناجحة اخرى قبل ذلك بعام اليابان 60 بليون ين، ما أثار دعوات آنذاك داخل الحكومة الى إلغاء البرنامج، في الوقت الذي تبحث طوكيو عن طرق لخفض النفقات في ضوء الركود الاقتصادي المستمر.