أعلن شيخ قبيلة "العجمان" في الكويت سلطان بن سلمان بن حثلين انه رفع دعوى أمام محكمة أبوظبي الكلية ضد كاتب اماراتي نشر مقالاً في صحيفة "الاتحاد" تضمن ما يعتبره الشيخ سلطان اساءة كبيرة لجده فارس وشاعر القبيلة راكان بن حثلين الذي توفي عام 1892، وستبدأ المحكمة النظر في الدعوى النادرة من نوعها في العاشر من كانون الأول ديسمبر المقبل. وقال الشيخ سلطان ل"الحياة" أمس ان المقال الذي كتبه الباحث حسين ابراهيم البادي في الصحيفة في الثامن من آب اغسطس الماضي "أساء لفارس القبيلة راكان بن حثلين وللقبيلة قاطبة عندما ألصق به صفات مرذولة مثل الجبن واللصوصية وقطع الطرق"، وأوضح ان الدعوى تطالب الباحث بدفع خمسة ملايين درهم اماراتي 1.37 مليون دولار تعويضاً عن الاساءة. ويعتبر راكان بن حثلين اسطورة في الشجاعة والفروسية في تراث الجزيرة العربية في القرن التاسع عشر، خصوصاً بين أبناء "العجمان"، وهو شاعر مرموق ايضاً، وكان شارك مع كتيبة من الجنود العرب ضمن الجيش العثماني في حروب البلقان، وأكرمه الأتراك بعدما كان سجيناً لديهم بسبب حروبه السابقة معهم. وقال الشيخ سلطان ان الباحث حسين البادي "أسند زوراً بعض الأقاويل لفارس القبيلة تسيء إليه، وتضمن مقاله تناقضات وأغلاطاً تاريخية كبيرة مع الافتقار الى الأسانيد والبراهين"، وتابع ان كاتب المقال اساء الى أبناء قبيلة "العجمان" الذين يتواجدون في كل دول مجلس التعاون الخليجي. ويتركز الاتهام للكاتب بالاساءة في قصة أوردها في مقاله - ويؤكد الشيخ سلطان انها مختلقة ولا أساس لها - وفيها ان راكان بن حثلين قال مرة لشيخ البحرين علي بن خليفة، انه تعرض للهزيمة مرتين في حياته ومنها انه كان يقطع الطريق في احدى السنوات "فمررت على أربع إبل حمراء ترتوي من أحد الأحواض القريبة من إحدى الآبار، ورأيت رجلاً ذا لحية بيضاء يصلي فأخذت الإبل، ولما انتهى الرجل من صلاته قلت له أنا راكان بن حثلين وان كنت تريد السلامة على روحك لا تفكر في ان تلحق بي، وسحبت الإبل، وما أن قطعت مسافة قليلة حتى لحق بي ذلك الرجل وهو من بني ياس، وأسقطني من على ظهر جوادي وجردني من سلاحي فأمسكت بلحيته وطلبت منه ان يرحمني وقبلت قدميه، فقال لي عد لأبنائك ولا تعد لفعلتك". وقال الشيخ سلطان ان هذه الرواية مهينة لفارس القبيلة وانها مع روايات ومعلومات اخرى أوردها الكاتب عارية من الصحة وتتناقض مع الحقائق التاريخية، "فراكان لم يعش في أراضي بني ياس التي تقع في أقصى جنوب الجزيرة العربية، بل كان زعيماً لقومه وفارساً يقود مئات الخيالة وليس فرداً يقطع الطريق". وتابع ان الكاتب أورد ان راكان كان أعمى يقوده ابن أخته لدى حضوره عند شيخ البحرين "في حين ان راكان لم يصب بالعمى قط وكان له ابن اخت واحد فقط هو الأمير سلمان بن محمد آل سعود، وكان يبلغ من العمر 9 سنوات عند وفاة خاله راكان عام 1892".