عاد الجدل مجدداً حول الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد الذي توقف عن إلقاء دروس دينية في المساجد المصرية قبل اشهر، لكنه واصل تقديمها عبر برامج في قنوات فضائية عربية. واختفى خالد تمامًا من القاهرة في شهر رمضان وباستثناء حلقات مسجلة من برنامج "لقاء الأحبة" الذي أنتج قبل سنوات خلت جميع البرامج الدينية في الفضائيات العربية من خالد صوتاً وصورة. وكانت السلطات المصرية نفت أن تكون اتخذت إجراءات لمنع الداعية الذي يلقى قبولاً كبيرًا في أوساط الشباب، وخصوصًا المنتمين إلى الطبقتين المتوسطة والعليا، وبررت منعه من الخطابة في المساجد بأن الترخيص الذي حصل عليه من الأزهر لمزاولة تلك المهنة انتهى. وتبين أن عمرو خالد سافر إلى العاصمة البريطانية لندن قبل أيام من بداية الشهر الكريم بعدما حصل على منحة لنيل الدكتوراه مدتها 4 سنوات مقدمة من جامعة ويلز لدراسة السيرة النبوية. وأشارت زوجته إلى أنها ستسافر للالتحاق به خلال شهر رمضان، موضحة أن موضوع الرسالة التي يعكف خالد على تحضيرها هو "أحوال التربية في السيرة النبوية: دراسة مقارنة مع منهج التربية في الغرب". وذكرت أنه سارع بالسفر قبل انتهاء صلاحية التأشيرة الممنوحة له للسفر إلى بريطانيا، نافية وجود مضايقات دفعته لاتخاذ قرار السفر، لكن مراقبين لا يستبعدون حدوث نوع من التضييق على خالد اخيراً، ويرجحون ان يكون "فضّل الدراسة في التخصص الذي يحبه على إغضاب أحد بحديثه للفضائيات العربية والأجنبية"، وترددت أنباء عن تلقي أصدقاء خالد رسالة منه على هواتفهم المحمولة مرسلة من بريطانيا يهنئهم فيها بحلول شهر رمضان، ويخبرهم فيها بأرقام هواتفه في بريطانيا. يذكر أن الغموض كان أحاط بأسباب اختفاء الداعية الشاب وانقطاعه عن إلقاء الدروس التي داوم عليها في مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر خصوصاً أنه لم يكن يتحدث في السياسة ولم يتعرض من قريب أو بعيد لقضايا الفتوى التي تثير الكثير من الجدل، ودفع هذا الغموض الكثير من جمهور الداعية الشاب إلى ترديد عدد من الاشاعات عن أسباب اختفائه، والتي لم يتم التأكد منها بشكل قاطع. وحسب موقع لجماعة "الإخوان المسلمين" على شبكة الانترنت فإن منع خالد جاء في إطار اتهامات خارجية لمصر بإذكاء روح الكراهية للأميركيين، وترويج مفاهيم من شأنها الإضرار بالعلاقة الاستراتيجية التي تربط بين البلدين. ولفت الموقع إلى أن "هذا الإجراء تزامن مع سعي عدد من أنصار اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة إلى الزج باسم مصر في طريق الخطط الأميركية لمحاربة الإرهاب، تارة بدعوى أن التعليم الأزهري يدعم الكراهية ضد الغرب، وتارة أخرى بدعوى أن الحكومة تسمح لعدد من الدعاة الذين يحظون بجماهيرية عالية ببث روح العداء للغرب ومنجزاته وحضارته في نفوس الشباب". واعتُبر خالد منذ ظهوره على الساحة قبل نحو خمس سنوات داعية من طراز جديد، لذا فقد قوبل بضجة كبيرة عند ظهوره، ولا يزال، فلم يتعود الناس على أسلوبه وطريقته في عدة أمور، فهو يرتدي الملابس الشبابية "بدلة" أو "تي شيرت"، أو حذاءً رياضياً، وهو حين يضرب مثالاً ما في دروسه يستمده غالباً من أرقى الأندية، وأماكن الطبقة الثرية في مصر، كذلك فإن أسلوبه يثير جدلاً كبيراً، اذ ابتعد عن الطريقة العادية في الوعظ، واعتمد على تبسيط قواعد الدين للشباب الذين يجهلونها، والاقتراب من مشاكلهم الواقعية ومعايشتها، وهو يجيد التعامل مع المعطيات الحديثة للعصر، فله موقع على الانترنت، وكذلك "سي دي" وأشرطة فيديو.