سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مئات من الفلسطينيين تظاهروا مطالبين بمحاكمته مع باراك وبن عامي في محكمة دولية . القائد السابق لشرطة الشمال في إسرائيل يحاول التنصل من المسؤولية عن مقتل 13 عربياً
وسط حراسة أمنية مشددة جعلت من بناية المحكمة الإسرائيلية العليا في القدس ثكنة عسكرية، أدلى القائد السابق لشرطة لواء الشمال الميجور جنرال اليك رون بإفادته أمام لجنة التحقيق الرسمية في ملابسات هبة عرب الداخل التضامنية مع الانتفاضة في أوائل تشرين الأول اكتوبر الماضي وسقوط 13 شهيداً برصاص الشرطة و"حرس الحدود". وأبدت وسائل الإعلام الالكترونية اهتماماً غير مسبوق، حين بثت وقائع الجلسة مباشرة، وفيها بدا واضحاً أن رون، الذي يرى فيه قادة فلسطينيي 1948 المسؤول المباشر عن جرائم الشرطة، استعد جيداً ليطلق حملة إعلامية لمحاولة تبرئة ساحة الشرطة. وبعدما قدم محاضرة مطولة عن تفسيره لاندلاع انتفاضة عرب الداخل، حمّل مجدداً قادتهم مسؤولية الأحداث واتهمهم بالتحريض المتواصل على الدولة، كما أنحى باللائمة على سياسة الحكومة التي لا تشجع رؤساء البلديات "المعتدلين" ولا تمنحهم الموازنات للحؤول دون تطرف المواطنين. وزاد ان أحداً من كبار المسؤولين السياسيين لم يستمع إلى تحذيراته من التطرف الحاصل في أوساط العرب. وبالتحايل والمخادعة رد رون على أسئلة قضاة اللجنة الثلاثية المتعلقة بالأحداث العينية في عدد من البلدات، وأكثر من استعمال "لا أعلم" و"لا اذكر". وحين رأى أنه حشر في الزاوية، حمّل المسؤولين الميدانيين في الشرطة مسؤولية سقوط الضحايا، وحاول دق اسافين بين قادة المواطنين العرب. وكان المئات من الفلسطينيين استقبلوا رون في تظاهرة صاخبة وحملوا اللافتات التي تدعو إلى تقديمه ورئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي السابقين ايهود باراك وشلومو بن عامي إلى المحاكمة الدولية، ونددوا أيضاً بجرائم القتل التي يقترفها الجيش الإسرائيلي ضد فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة. وفي المقابل، تظاهر أنصار اليمين الإسرائيلي الذين احضروا بالحافلات تأييداً للضابط رون وحملوا شعارات قالوا فيها إن العرب في إسرائيل "قنبلة موقوتة"، وشتموا المتظاهرين العرب أقذر الشتائم العنصرية، ووقف إلى جانبهم نائب وزير الأمن الداخلي المتطرف جدعون عزرا. واحتج ذوو الشهداء لمنعهم من دخول قاعة المحكمة سوية إنما بالتناوب، كما احتج مركز "مساواة" للأقلية الفلسطينية على قيام التلفزيون والاذاعة العبريين بنقل وقائع الجلسة، فيما تجاهلا بث افادات ذوي الشهداء. وقال ل"الحياة" مدير المركز جعفر فرح إن وسائل الإعلام الالكترونية العبرية ارادت من خلال فعلتها هذه دعم ضابط الشرطة في محاولته التهرب من الفضيحة التي تلاحقه وتصديرها إلى عرب الداخل. وفي القدس أيضاً، تظاهر ممثلو القيادات العربية وموظفو السلطات المحلية العربية ومئات الطلاب قبالة مكتب وزيرة التعليم ليمور لفنات احتجاجاً على سياستها العدائية لجهاز التعليم العربي الذي أنهى أمس اضراباً استمر ثلاثة أيام. وطالب المتظاهرون بمساواة الموازنات بين المدارس العربية واليهودية. وأعلن مسؤولو جهاز التعليم في النقب استمرار الاضراب إلى حين إقالة مسؤول الجهاز في وزارة التعليم موشيه شوحاط الذي أدلى بتصريحات عنصرية ضد المواطنين البدو.