لندن - "الحياة" - "إنها لحظة تاريخية خطرة"، كتب مارتن ولاكوت أمس، في تعليق بعنوان "السجالات القديمة لم تعد تجدي"، في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية. وأضاف: "ينبغي عدم السماح بنشوب خلافات حول الطريقة الفضلى للردّ على تهديدات ارهابية، وعدم الغوص في تنافس أيديولوجي يؤدّي إلى صعوبة في الوصول إلى خيارات حكيمة، وربما إلى دعم شعبي جزئي للقرارات التي تتّخذها حكوماتنا". وتابع: "لسوء الحظ، توجد علامات لردود فعل قديمة في بريطانيا وفي بلدان أخرى. فهناك الهجوم اليميني المعهود على يسار يرى المسألة من منظار غربي فقط، وأميركي في شكل خاص، في تحمّل المسؤولية عن كل المشكلات الدائرة في العالم. وهناك أيضاً الهجوم اليساري المعهود على يمين لا يقرّ بأي مسؤولية، ولا يفكّر إلاّ في فرض الحلول بقوة السلاح". وخلص إلى القول: "ما ينبغي أخذه في الحسبان هو مدى تأثير الأعمال العسكرية ليس فقط في من يقعون تحت الهجمات فحسب، بل أيضاً في المجتمعات الواقعة ضمن التوازنات العامة. ولا يعني ذلك التراخي مع الارهاب، ولا الاحتكام إلى القوة العسكرية. وليس المقصود أن نكون معادين للأميركان. إنه مجرّد تعبير عن الأمل في أن نتوصّل - الأميركيون ونحن سكّان هذا الكوكب المعقّد - إلى فعل الأشياء على نحو صحيح، الأمر الذي يستدعي النقاش والنقد والاستشارة". ولعلّ ما يبرّر التلميح إلى الاختلاف والدعوة إلى النقاش، ما كتبه أمس، سيباستيان مالابي في مقال بعنوان "التهليل للحرب"، في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، إذ قال: "تغيّر العالم: آلاف من الابرياء قضوا. ولكنّ العالم لم يتغيّر بقدر ما تصوّرنا مباشرة بعد المجزرة... وأعلنت الأمة حرباً جديدة على الارهاب، لكنّها كانت على مدى سنوات تكافح الارهاب". "ومع أن إعلان الحرب يحمل اصراراً جديداً، نرى أن أميركا خاضت حرباً على الفقر وحرباً على المخدرات، ثم خبا هذا الاصرار عندما اتّضح أن المشكلات متصلّبة عويصة، لا حل لها. وفي المدى القريب، ستكون التدابير الامنية في المطارات مشدّدة، وتتعزّز الاعمال الاستخباراتية والعسكرية. ولكن، عندما ننظر إلى هذه الأمور بعد خمس سنوات من الآن، قد يتّضح أن السبب وراء كارثة الثلثاء الماضي، يعود إلى التخاذل في محاربة عدو خفي أكثر مما يعود إلى صعوبة مكافحته". وخلص إلى القول: "لسوء الحظ، تبدو حظوظ النجاح في الحرب على الارهاب أقل منها في محاولة احتواء صدام حسين. وتبدو بدائل الحرب أقل نجاحاً... وقد تسعى أميركا إلى تعديل سياستها في الشرق الأوسط أو مضاعفة مساعداتها في البلدان الاسلامية". وفي هذا الخيار، كتب مايكل غوردون في "واشنطن بوست" أول من أمس، تحليلاً بعنوان "تحديد الاعداء تحت القواعد الجديدة للحرب"، ورد فيه: "لم يتم التوصّل بعد إلى خطة حربية تلقى إجماعاً، فيما تصرّ إدارة الرئيس بوش على أنها لم تستبعد أي خيار". "لكن الادارة تحضّر ضربة عسكرية قوية، إذا رفضت طالبان، كما هو متوقّع، تسليم أسامة بن لادن والقضاء على شبكته الارهابية. وليس المقصود من الضربة تدمير قواعد الارهاب في أفغانستان فحسب، بل أيضاً التأكيد لدول أخرى على العواقب الوخيمة الباهظة التكاليف، لو وفّرت ملاذاً لاعداء الولايات المتّحدة". وتابع: "ولأن أفغانستان بلد ليس فيه عواصم ولا جيوش ولا أهداف ذات قيمة، فانه لا يمكن إخضاعها بسهولة كما حصل لنورييغا في باناما، مع عدم اغفال الفشل الجزئي مع صدام حسين في العراق، والفشل الكلي مع محمد فارح عيديد في الصومال، والنجاح المؤجّل في اعتقال ميلوشيفيتش". وأضاف: "ان ادارة بوش تقرّ بصعوبة مهمته العسكرية. وهي لا تبني أوهاماً على أن غارتين جويتين قد تنهيان التهديد. إنها تتكلّم عن حملة عسكرية قد تمتد على مدى سنين، وليس على مدى أشهر".