استثنى العراق مواطنيه المتوجهين إلى سورية من جميع القيود التي يفرضها على الراغبين في السفر إلى الخارج، في خطوة تعكس مستوى الثقة السياسية والأمنية القائمة بين دمشقوبغداد، بعد عقدين من القطيعة الديبلوماسية وعقود من الشكوك وتبادل الاتهامات اثر انهيار توجه البلدين الى توقيع "ميثاق الوحدة" عام 1980. ووصل أمس أول قطار تركي إلى العراق، عابراً الأراضي السورية. وقالت مصادر عراقية ل"الحياة" في دمشق إن وزير الداخلية العراقي محود ذياب الأحمد أبلغ إدارة الهجرة والجوازات ليل أول من أمس استثناء البالغين العراقييين الراغبين في السفر الى سورية من الحصول على تأشيرة الخروج ودفع رسم الخروج البالغ 400 ألف دينار عراقي 250 دولاراً. وجاءت هذه الخطوة بعد محادثات أمنية سرية بين ضباط سوريين وعراقيين في دمشقوبغداد. وقال المعارض مشعان الجبوري صاحب صحيفة "الاتجاه الآخر" الاسبوعية :"هذه سابقة لم تحصل مع أي دولة مجاورة أو غير مجاورة، وهي مؤشر إلى تحسن العلاقات الثنائية، وإلى أن السلطات العراقية بدأت ترى في سورية جواراً آمناً بإمكانها ان تسمح لمواطنيها الذهاب اليه من دون موافقات سابقة"، لافتاً إلى ان بغداد كانت اتخذت خطوة كهذه عام 1978 عندما كان البلدان على وشك توقيع "ميثاق العمل القومي"، لكنها ألغته في 1979 اثر توتر العلاقات. وأصبح بإمكان حاملي الجوازات العراقية القدوم الى سورية من دون موافقة أمنية مقابل ازالة عبارة "ما عدا العراق" التي كانت توضع على جوازات السوريين منذ اغلاق الحدود. الى ذلك اعلنت وكالة الانباء العراقية امس ان اول قطار تركي ينقل البضائع الواردة الى العراق في اطار "النفط للغذاء" وصل ليل الجمعة - السبت الى بغداد. ونقلت الوكالة عن المدير العام للسكك الحديد العراقية بالوكالة فلاح حسن قوله ان القطار الذي "وصل في ساعة متأخرة من ليل الجمعة الى بغداد قادما من تركيا عبر الاراضي السورية نقل 450 طنا من البضائع. وسيتابع نقل البضائع والسلع من تركيا ودول شرق اوربا في اطار مذكرة التفاهم بانتظام طبقا لاتفاق بين ادارات السكك الحديد للدول الثلاث الشهر الماضي". واوضح ان العراق سيسير اعتبارا من الجمعة المقبل "قطاراً" لنقل المواطنين من العراق الى تركيا مرورا بالاراضي السورية بواقع رحلة اسبوعيا". وكان المدير العام للسكك الحديد العراقية غسان عبد الرزاق مصطفى اعلن في الثاني والعشرين من حزيران يونيو الماضي ان العراق استأنف الرحلات الى تركيا المتوقفة منذ 19 عاماً سيبدأ اعتباراً من 20 تموز يوليو. واضاف ان "القطار سينطلق من بغداد مساء على ان يعود في اليوم التالي بعد الظهر"، موضحا ان رسم الرحلة "حدد ب35 الف دينار حوالي 20 دولاراً للشخص الواحد". ويمر خط السكك الحديد الذي بني في عهد العثمانيين عبر الاراضي السورية. وكانت بغدادودمشق استأنفتا الرحلات بينهما في 11 آب الماضي بعدما توقفت في 1981 اثر قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين. وتشكل القطارات في الوقت الحالي وسيلة النقل الاقل كلفة في العراق الخاضع لحظر متعدد الاشكال منذ 1990.