وزير الإسكان يشهد توقيع اتفاقية تطوير وإنشاء 589 وحدة سكنية في ضاحية الفرسان بقيمة تقارب مليار ريال    اليمن: عبوة ناسفة جرفتها السيول في مديرية بيحان بشبوة تصيب مدنيين أحدهما طفل    «الدفاع المدني»: أمطار رعدية على معظم مناطق المملكة بدءاً من غدٍ وحتى الثلاثاء القادم    رئيس جامعة الملك خالد المكلف يرعى توقيع اتفاقية تعاون مع معهد الابتكار العالمي    خبراء: المساعدات تمكن أوكرانيا من تجنب الهزيمة    تقرير الأونروا يفضح مزاعم الاحتلال ويحصد الإشادات وانضمام ألمانيا    الهلال يعلن تعرض سالم الدوسري لإصابة في العضلة الخلفية    الأخضر تحت 23 عامًا يبدأ الاستعداد لمواجهة أوزباكستان في ربع نهائي كأس آسيا    معرض برنامج آمن يشهد في يومه الرابع حضوراً لافتاً من أهالي المنطقة الشرقية    وزير الصحة : اعتماد منظمة الصحة العالمية لتبوك كمدينة صحية ثمرة اهتمام القيادة ودعم أمير المنطقة    معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتفقد مبنى هيئة محافظة جزر فرسان ويستقبل المواطنين    يوكوهاما الياباني يواجه العين    محمد بن عبدالرحمن رئيسا فخريا لأصدقاء اللاعبين    وزارة الخارجية: المملكة ترحب بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء «الأونروا»    الديوان الملكي: الملك سلمان غادر مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة بعد أن استكمل الفحوصات الروتينية    أمير حائل يرفع الشكر والامتنان للقيادة على منح متضرري «طابة» تعويضات السكن    أمير عسير يواسي أسرة آل جفشر    انطلاق أعمال المؤتمر السادس عشر للمستجدات في طب الأطفال    حفل معايدة بجمعية الفصام    تحديد مواعيد واماكن مباريات الجولات الاربع الاخيرة من دوري روشن    كاسترو يعود لقيادة تدريبات النصر    جامعة جازان تزف 9 آلاف طالب وطالبة    «الأونروا» تطلق حملة لجمع 1.21 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة والضفة    تعليم جازان: إنهاء إجراءات المقابلات الشخصية والمطابقة ل567 مرشحاً ومرشحة    33 مليون مصل بالمسجد النبوي في رمضان    ضبط يمني في عسير لترويجه (20) كجم «حشيش»    في السعودية.. 99% نمو انتشار استخدام الإنترنت.. 44 جيجا بايت استهلاك الفرد في الشهر    مانشستر سيتي يفقد جهود هالاند أمام برايتون    سبعُ قضايا ملِحَّة على جدول أعمال الدورة ال46 للمجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي    أمير الشرقية: دعم القيادة الرشيدة كان له أكبر الأثر في اكتمال مشروع توسعة وتطوير مطار الأحساء الدولي    "تقييم الحوادث" يفند مزاعم استهداف (منزل مدني) في مديرية الجراحي بمحافظة (الحديدة)    جازان.. سلة فواكه السعودية    صندوق النقد يدشن مكتبه الإقليمي بالرياض    إتاحة رخص الأشياب غير الصالحة للشرب إلكترونياً    بمشاركة 65 متدرباً ومتدربة على مستوى المملكة: تدريب المعلمين والمعلمات على منهجية STEAM بتعليم عسير    مبادرة سعودية بريطانية لبناء شراكات تنموية    لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأمريكية في مجلس الشورى تلتقي بوفد من الكونجرس الأمريكي    تحت رعاية وزير الداخلية.. "أمن المنشآت" تحتفي بتخريج 1370 مجنداً    الشورى يطالب بتمكين موظفي الحكومة في ريادة الأعمال    أمير منطقة الرياض يستقبل أمين المنطقة    «الموارد»: 77% نسبة الصلح في الخلافات العمالية.. و4 محاور لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    ترشيح "واحة الإعلام" للفوز بجائزة الأمم المتحدة لمشروعات منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات "WSIS 2024"    النائب العام يُقرّ إنشاء مركز برنامج حماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا    فائدة جديدة لحقنة مونجارو    مبادرة 30x30 تجسد ريادة المملكة العالمية في تحقيق التنمية المستدامة    يوفنتوس يبلغ نهائي كأس إيطاليا بتجاوزه لاتسيو    وزير الدفاع ونظيره البريطاني يبحثان التعاون والتطورات    إشادة عالمية بإدارة الحشود ( 1 2 )    دورة حياة جديدة    أمير تبوك: عهد الملك سلمان زاهر بالنهضة الشاملة    أضغاث أحلام    الدرعية تكشف تفاصيل مشروع الزلال    طريقة عمل ديناميت شرمب    طريقة عمل مهلبية الكريمة بالمستكه وماء الورد    أتعبني فراقك يا محمد !    أمير الشرقية يرعى تخريج الدفعة 45 من طلبة جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل    سعود بن نايف يشدد على تعريف الأجيال بالمقومات التراثية للمملكة    محافظ الأحساء يكرم الفائزين بجوائز "قبس"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خريطة القوى الاصلاحية والمحافظة : تجمعات وهيئات وأندية سياسية ومدنية
نشر في الحياة يوم 07 - 06 - 2001

اخذت الحياة السياسية في ايران شكل التيارات وليس الاحزاب نظراً لعده اسباب فرضتها طبيعة الظروف التي مرت بها ايران في ظل نظام الجمهورية الاسلامية والنظرة السلبية لدى الشخصية الايرانية تجاه التحزب باعتباره احد اسباب الفرقة والاختلاف وان كادت هذه النظرة تسير نحو الاضمحلال في ظل الصراع السياسي بين التيارين الكبيرين المحافظين والاصلاحيين. ومن هنا كانت الاحزاب والقوى السياسية والنقابية والعمالية تدور في فلك تشكيلين دينيين هما رابطة علماء الدين المناضلين يسار اصلاحي وجماعة علماء الدين المجاهدين يمين محافظ.
وتحلقت قوى الاصلاح حول الرئيس محمد خاتمي وبرامجه الاصلاحية ومن اهمها:
1- رابطة علماء الدين المناضلين روحانيون وهي التيار الديني الذي ينتمي اليه الرئىس محمد خاتمي ويتزعمه رئىس البرلمان الشيخ مهدي كروبي اذ يتولى منصب الامانة العامة فيه، ومن ابرز وجوهه رئىس الكتلة البرلمانية الاصلاحية وزير الداخلية السابق علي اكبر محتشمي ورئىس تحرير صحيفة "سلام" الممنوعة من الصدور موسوي خوئينها ووزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري ويشكل هذا التيار محوراً للقوى الاصلاحية المتحالفة معه ومنها منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية ومجمع قوى خط الإمام الخميني وحزب جبهة المشاركة وحزب التضامن وحزب العمل الاسلامي، ومكتب تعزيز الوحدة وهو اكبر تجمع طالبي اصلاحي في الجامعات الايرانية.
وجاءت ولادة رابطة العلماء المناضلين اثر انشقاقها عن جماعة العلماء المجاهدين المحافظة وذلك في زمن حياة الإمام الخميني عام 1988 اثر خلاف في وجهات النظر بين رجال الدين عشية الانتخابات البرلمانية لتشكيل ثالث برلمان في عهد الجمهورية الاسلامية. ودار الخلاف حول البرامج المستقبلية ونوعية المرشحين ومعايير اختيارهم. ومع وصول الخلاف الى طريق مسدود تم اتخاذ القرار بالانفصال لكن بعد استشارة الامام الخميني الذي رأى "ان اختلاف الآراء والتوجهات والبرامج هو امر طبيعي ويبعث على الشفافية في المجتمع الايراني في ظل نظام الجمهورية الاسلامية" وفقاً لما نقله عبدالواحد موسوي لاري. وعاشت الرابطة حال انزواء شبه قاتلة لمدة خمس سنوات بعد هزيمة اليسار بعد الانتخابات البرلمانية الخامسة على رغم فوز المحافظين ايضاً بالغالبية الساحقة فيها اذ استطاع اليسار اعادة بعض انصاره الى الندوة البرلمانية وشكل اقلية اطلق عليها اسم مجمع حزب الله البرلماني الذي انضم اليه حزب جديد خرج ايضاً من رحم المحافظين وهو حزب كوادر البناء المقرب الى الرئىس السابق هاشمي رفسنجاني وهو حزب انشق عن المحافظين لأسباب انتخابية ايضاً تتعلق برفض القوى المحافظة ادخال خمسة مرشحين من كوادر البناء على لائحتها الانتخابية لبرلمانيات العام 1996. لكن العودة الكاملة للرابطة الى الحياة السياسية في شكل كامل جاءت مستظلة بعباءة احد اعضائها وهو الرئىس محمد خاتمي الذي غير كل المعطيات بفوزه الكاسح في رئاسيات العام 1997. وهناك صحيفة "أفتاب يزد" تعتبر بمثابة صوت هذه الرابطة.
2- منظمة مجاهدي الثورة الاسلامية: وهي من القوى المهمة في اليسار الاصلاحي، نظراً لوجود شخصيات سياسية فيها من المخضرمين وعلى رأسهم نائب رئىس البرلمان بهزاد نبوي، وهو وزير الصناعة السابق في حكومة مير حسين موسوي، إضافة الى محمد سلامتي الأمين العام للمنظمة ووزير العمل السابق في حكومة موسوي ايضاً ومن شخصياتها ايضاً محسن آرمين نائب رئىس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، والملحق الثقافي الايراني السابق في لبنان.
وتعتبر المنظمة تجمعاً لشخصيات النخبة وتفيد مصادرها ان عدد اعضائها الحاليين وهم جميعاً من النخبة اقل من مئة شخص. وتشكلت المنظمة عام 1979 من ائتلاف سبع قوى اسلامية تسمى المنصورون - الأمة الواحدة - توحيد الصف - الموحدون - البدر - الصلاح والفلق وكانت منظمة منسجمة طوال السنوات الاولى التي اعقبت انتصار الثورة الاسلامية عام 1979، لكن انشقاقاً حصل داخلها عام 1985 بفعل اختلاف في وجهات النظر بين قوى اليمين واليسار التي تتشكل منها ما ادى الى انحلالها. الا ان الجناح اليساري ما لبث ان اعاد الروح الى المنظمة عام 1991 فأعلن عودتها الى الساحة السياسية برؤية تعتمد على الدعوة الى "تعزيز الحريات والديموقراطية، والعدالة الاجتماعية والتطور الاقتصادي"، وأوضح "ان هويته هي اليسار المؤلف من القوى المؤمنة بخط الإمام الخميني والتي تتمتع بتوجهات راديكالية، وتعتقد بمبادئ وقيم الثورة الاسلامية". وتقف هذه المنظمة حالياً على رأس المنظرين للتيار الاصلاحي وتعتبر خصماً عنيداً للتيار المحافظ، وتمتلك المنظمة صحيفة اسبوعية هي عصر ما اي عصرنا، وتنطق باسمها.
3- حزب جبهة المشاركة الاسلامية: وجاءت ولادته عام 1998 كنتيجة مباشرة للفوز الكاسح الذي حققه الرئيس محمد خاتمي في رئاسيات العام 1997.
ويقف على رأس الحزب حالياً امينه العام محمد رضا خاتمي شقيق الرئىس الايراني، ومن اهم شخصياته مرتضى حاجي وزير التعاون في حكومة خاتمي، وعضو هيئة رئاسة البرلمان علي شكوري راد ورئىس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية محسن ميردامادي. واستطاع الحزب نظراً لقربه من الرئىس خاتمي وعبر طرحه شعارات اصلاحية وحمله لواء الدعوة الى التنمية السياسية ان يسجل فوزاً كبيراً في الانتخابات البرلمانية عام 2000.
وشهدت المرحلة الاخيرة التي اعقبت ولادة الحزب سجالاً بينه وبين بعض قيادات حزب كوادر البناء المقرب الى الرئىس السابق هاشمي رفسنجاني، اذ ان حزب جبهة المشاركة عمل على تجاوز رفسنجاني، وحاربه في الانتخابات البرلمانية وكان وراء تبوؤ الرئىس السابق المقعد الاخير من بين المقاعد البرلمانية في طهران وعددها ثلاثون مقعداً. الا ان رفسنجاني عاد وقدم استقالته من البرلمان الحالي... ويمتلك حزب جبهة المشاركة صحيفة يومية تنطق باسمه في شكل غير رسمي وهي صحيفة "نوروز" وكان لديه صحيفة اخرى هي "المشاركة" وتم اقفالها بقرار قضائي العام الماضي حتى اشعار آخر.
4- حزب التضامن: وجاءت ولادته عام 1997 قبيل الانتخابات الرئاسية ومن اهدافه العمل على تحقيق التضامن الوطني فيه من ثمانين شخصاً هم من النواب والمدراء في السلطة التنفيذية. ويؤكد الحزب في نظامه الداخلي على "خط الاعتدال والبعد عن التطرف والعمل على حفظ منجزات الثورة الاسلامية وتأمين الرفاهية والحرية وتطبيق القانون".
ويتولى امانته العامة محمد رضا راه جمني ويمتلك الحزب صحيفة يعبر فيها عن آرائه هي صحيفة همبستغي التضامن ويدعم الحزب الرئىس محمد خاتمي وبرامجه الاصلاحية.
5- حزب العمل الاسلامي: وجاءت ولادته عام 1998 كنتيجة من التغييرات التي شهدتها الساحة الداخلية بعد رئاسيات العام 1997. ويقف على رأسه النائب علي رضا محجوب الأمين العام لمؤسسة بيت العامل ومن اعضائه المؤسسين النائبة الاصلاحية سهيلا جلودار زاده. ويتركز خطابه حول الطبقة العاملة وتعزيز دورها في صناعة القرار السياسي، والسعي لحفظ جميع مكتسبات الثورة الاسلامية.
وتحول الحزب الى حلقة وصل فعلية بين العمال والحكومة وبقية اجهزتها خاصة لمتابعته الدؤوبة لقضايا العمل والاجور، ويعتبر من الداعمين للرئيس محمد خاتمي.
6- حزب كوادر البناء: وعند الحديث عن الاحزاب السياسية لا بد من التوقف عند حزب كوادر البناء المقرب الى الرئىس السابق هاشمي رفسنجاني وهو حزب متحالف مع الرئىس محمد خاتمي ويُعتبر احد احزاب الجبهة الاصلاحية على رغم ان جذوره تعود الى اليمين المحافظ. وكانت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية هي الممهد لظهور هذا الحزب في شكل غير رسمي اذ ان استراتيجية اعضاء قيادة الحزب كانت ترى ان مرحلة الحرب انتهت، وحان وقت "اعادة البناء والاعمار" على الصعيد الداخلي، وترجيح المصلحة الايرانية في الساحة السياسية الخارجية اي الانفتاح، وطلب المساعدة الدولية وخصوصاً عبر القروض من المؤسسات الدولية.
اما الولادة الرسمية للحزب فكانت عشية الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1996 بعد الخروج على لائحة جماعة علماء الدين المجاهدين المحافظة.
ويدعو هذا الحزب - ومعظم اعضائه من التكنوقراط - الى الاقتصاد الحر، ويعتبر حزباً براغماتياً ويقف على رأسه حالياً امينه العام غلام حسين كرباسجي الرئىس السابق لبلدية طهران العاصمة، والذي تمت محاكمته وسجنه بتهم الاختلاس والرشوة، وهي محاكمة جرت بعيد الانتخابات الرئاسية السابقة وشكلت سابقة فريدة. ومن ابرز وجوه الحزب وزير الثقافة والارشاد السابق عطاء الله مهاجراني، وفائزة هاشمي رفسنجاني وابن عمها علي رفسنجاني النائب في البرلمان الحالي، ومحسن نور بخش رئىس البنك المركزي. ومصطفى هاشمي طبعاً مساعد الرئىس خاتمي لشؤون الرياضة والتربية البدنية. ويقول الحزب ان ترشح هاشمي طباء للرئاسيات الحالية هو امر شخصي يعود اليه، لأن الحزب يدعم فقط الرئىس محمد خاتمي.
ويُحكى في بعض الاحيان عن وجود خلافات داخل الحزب بين تيارين يدعو احدهما الى ابقاء العلاقة مع الخط المعتدل من الجناح المحافظ، ويدعو الثاني الى قطع اي صلة بالمحافظين. لكن الواضح ان دور هاشمي رفسنجاني لا يمكن تجاهله في هذا المخاض مع دعوته الدائمة الى الاعتدال.
7- تجمع قوى خط الإمام: وهو من قوى اليسار الاصلاحي الذي تربطه علاقات غير ودية مع المحافظين، ويقف على رأسه النائب هادي خامنئي شقيق مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي.
ويؤكد التجمع ان طريق الاصلاحات الحالية بدأ مع الرئىس محمد خاتمي وينبغي ان يتواصل معه ايضاً.
8- مكتب تعزيز الوحدة: وهو محور القوى والحركات الطالبية الاصلاحية في الجامعات الايرانية، وكان من الداعمين بكل قواه للرئىس محمد خاتمي خلال رئاسته الاولى.
وتوصف بعض شخصيات هذا التجمع الطالبي بأنها متطرفة من جانب المحافظين، وحصلت اختلافات داخلية ادت الى انشقاقات في هذه الحركة، لكنها تبقى الاقوى تأثيراً بين طلبة الجامعات، وهو ما مكنها من الفوز بعدد من المقاعد البرلمانية في انتخابات العام 2000.
التيار المحافظ
تجتمع ابرز القوى في التيار المحافظ تحت لواء جبهة السائرين على خط الإمام والقائد المرشد. ويقف على رأس هذا التيار المحافظ تجمع كبير لعلماء الدين يحمل اسم جماعة علماء الدين المجاهدين روحانيت، وتشكل هذا التجمع عشية انتصار الثورة الاسلامية عام 1979.
وشهد التجمع منعطفين خلال مسيرته احدهما انشقاق رابطة رجال الدين المناضلين روحانيون عام 1988 والتي تحولت لاحقاً الى محور للقوى الاصلاحية، وثانيهما خروج حزب كوادر البناء المقرب الى الرئىس السابق هاشمي رفسنجاني عشية الانتخابات البرلمانية الخامسة التي جرت عام 1996.
ويتولى الامانة العامة لجماعة علماء الدين المجاهدين آية الله مهدوي كني، فيما تبوأ شخصيات معروفة مقاعد الشورى المركزية فيها ومنهم الرئىس السابق رفسنجاني على رغم انه لا يحضر في شكل مستمر جلسات هذه الشورى ومنهم ايضاً علي اكبر ناطق نوري رئىس البرلمان السابق الذي خسر امام الرئىس خاتمي في رئاسيات العام 1997.
ومحمد يزدي الرئىس السابق للسلطة القضائىة وحسن روحاني الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي. وتدور في فلك هذه الجماعة قوى رئيسية عدة في التيار المحافظ ومنها جمعية المؤتلفة الاسلامية التي تسيطر على البازار، والتجمع الاسلامي للمهندسين.
وتعتبر "جمعية المؤتلفة" اقدم وأقوى الفئات المحافظة المتحالفة مع جماعة العلماء المجاهدين، وهي جمعية تأسست عام 1983 ويشكل تجار البازار في طهران معظم اعضائها لكن كان لها دور - غير منظم - في مقاومة نظام الشاه وعززت نفوذها بعيد انتصار الثورة ضده، واستطاعت ان تسيطر على البرلمان مع بقية القوى المحافظة على مدى ثماني سنوات 1992-2000، ويتولى امانتها العامة حبيب الله عسكر اولادي، بينما يتولى امانة الهيئة التنفيذية فيها اسد الله بادامجيان ولهذا نفوذ في كثير من المؤسسات ومنها القضاء، والمجلس الدستوري، ومؤسسة السجون، ومؤسسة الامداد الخيرية، وفي المؤسسة المسؤولة عن اقامة صلاة الجمعة في ايران كافة.
وتُعتبر صحيفة "شما" الاسبوعية الناطق الرسمي باسم "جمعية المؤتلفة"، بينما تقترب صحيفة "رسالت" من ان تكون اقرب المعبرين عن آراء جماعة علماء الدين المجاهدين لكن ليس في شكل رسمي.
ويدير صحيفة "رسالت" النائب السابق مرتضى نبوي وهو ايضاً عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، وعضو بارز في التجمع الاسلامي للمهندسين الذي يترأسه حسن غفوري فرد مرشح على الانتخابات الرئاسية الايرانية حالياً.
ومن القوى الاخرى داخل التيار المحافظ مجموعة انصار حزب الله وهي تشكلت بعيد انتهاء الحرب العراقية الايرانية من شباب شاركوا في تلك الحرب وعادوا في التسعينات الى مدنهم وقراهم ليجدوا واقعاً جديداً غير متوقع بالنسبة لهم وخصوصاً الفساد الاجتماعي والرشوة وغيرها وهم يرفعون شعار مواجهة هذه الآفات ومواجهة ما يصفونه بالغزو الثقافي، ويقف على رأس هذه المجموعة زعيمها حسين الله كرم.
وتكمن اهم الاختلافات بين التيارين الاصلاحي والمحافظ في النظرة الى جملة من القضايا الاساسية المتعلقة بنظام الحكم والسياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية والحريات.
آراء المحافظين: يرى المحافظون بالنسبة لدور الشعب في انتخابات الولي الفقيه انه دور استثنائي وغير اساسي وان صلاحيات الولي الفقيه هي فوق القانون والدستور كما ان الولي الفقيه غير مسؤول عن اعماله امام الشعب انما هو مسؤول امام الله فقط، ويوافقون على قدسية الولي، الفقيه.
اما عن حق ومشروعية النظام الاسلامي في ايران فهي مشروعية مستمدة من الله، وان هناك تعارضاً بين الحكومة الاسلامية والديموقراطية. وان المشاركة السياسية لا ينبغي ان تكون ممأسسته على اساس حزبي.
آراء الاصلاحيين: يرى الاصلاحيون ان الشعب هو الذي ينتخب الولي الفقيه عبر انتخاب مجلس الخبراء الذي يقوم بدوره بانتخاب الولي الفقيه اي المرشد. كما ان صلاحيات هذا الولي ليست فوق الدستور انما هي محدودة في إطاره وان الولي الفقيه مسؤول امام الشعب، ويعارضون تقديسه. كما يرون ان حق حاكمية النظام الاسلامي تعود الى الشعب وان كانت مشروعيته من الله، ولا يرون تعارضاً بين الحكومة الاسلامية والديموقراطية، ويدعون الى تنظيم الحياة السياسية على اساس المؤسسات والاحزاب السياسية. ويتفق الجانبان الاصلاحي والمحافظ على حفظ الثورة والنظام الاسلامي في ايران، وعلى ايصال رسالة الثورة الى العالم وان اختلفت الاساليب بين التصدير للثورة او عبر لغة الحوار.
ويلتزم الطرفان حالياً بسياسة الانفتاح في السياسة الخارجية لكن مع رفض المفاوضات مع الادارة الاميركية، وعدم الاعتراف باسرائىل ومن الاهمية بمكان التأكيد على ان هذه الاختلافات والاتفاقات بين التيارين المحافظ والاصلاحي لا تخلو من استثناءات اذ بدأت تخرج اصوات جديدة بين المحافظين تتحدث بلغة جديدة في شأن الاصلاحات والحريات وغيرها... كما ان مواقف القوى والاحزاب داخل التيار الاصلاحي او داخل التيار المحافظ قد تتباين في ما بينها ايضاً بفعل حركة التطور الدائمة للمفاهيم والحياة السياسية الايرانية، والتغييرات الداخلية التي تفرضها معطيات الواقع الاجتماعي والسياسي والديموغرافي الداخلية واستحقاقات العولمة والانفتاح على الساحة الدولية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.