يتزامن وصول وزير الدفاع الأميركي رونالد رامسفلد إلى أنقرة غداً مع إعلان العراق وقف تصدير نفط عبر الموانئ التركية، احتجاجاً على قرار مجلس الأمن تمديد برنامج "النفط للغذاء" شهراً، تعتبره واشنطن مهلة لحسم المفاوضات على مشروع تعديل العقوبات. وأعربت السعودية عن استعدادها ودول "أوبك" لتعويض النقص في أسواق النفط في حال اوقف العراق تصدير بترول راجع ص2. وقال ديبلوماسي أميركي ل"الحياة" إن رامسفلد سيناقش مع المسؤولين الأتراك فكرة انشاء "قواعد صاروخية جنوب شرقي البلاد للتصدي للصواريخ الإيرانيةوالعراقية". كما سيناقش المضاعفات الأمنية المحتملة في حال أقر مجلس الأمن في غضون شهر مشروع "العقوبات الذكية" على العراق، ودور قاعدة انجرليك التركية في أي مواجهة عسكرية محتملة بين بغدادوواشنطن. وأصدرت الخارجية التركية بياناً أكدت فيه "قلقها من مساعي إيران لتطوير أسلحتها الصاروخية" بعد التجربة التي أجرتها على صاروخ "الفاتح" في 31 أيار مايو الماضي. وبدا بيان الخارحية تمهيداً للمحادثات مع وزير الدفاع الأميركي، خصوصاً ما يتعلق بمشروع الدرع الصاروخي الذي تعتزم الولاياتالمتحدة تنفيذه كخطوة "وقائية" في مواجهة "الدول المارقة". وتؤيد تركيا المسعى الأميركي من دون تحفظ. وبالإضافة الى نشر بطاريات صواريخ "باتريوت"، وصواريخ "ارو" الاميركية - الاسرائيلية الصنع، في أماكن مختلفة من تركيا، سيستمر التعاون الاميركي - التركي ولو لم يستطع الرئيس جورج بوش اقناع الكونغرس بمشروع الدرع الصاروخي. وبدأت واشنطن وانقرة قبل 3 سنوات محادثات انضمت اليها اسرائيل في كانون الأول ديسمبر الماضي، من أجل ايجاد آلية لحماية المصالح التركية والأميركية والاسرائيلية من "تهديدات الصواريخ الايرانية والعراقية". الى ذلك، أعلن مدير شركة "بوطاش" التركية للبترول والغاز جوكهان ياردم امس ان العراق أوقف ضخ النفط عبر خط الانابيب الممتد من كركوك، متذرعاً بعدم وجود "احتياط كاف". واشار ياردم الى ان ميناء جيهان التركي يملك احتياطاً قدره ب2.5 مليون برميل. النعيمي في الوقت ذاته اكد وزير النفط والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي التزام بلاده ومنظمة الدول المصدرة للنفط أوبك تعويض اي نقص في امدادات النفط ينجم عن وقف العراق صادراته. وقال في تصريحات الى الصحافيين عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء المصري الدكتور عاطف عبيد في الرياض امس، ان موقف السعودية و"أوبك" ثابت سواء كان الانقطاع في الامدادات لسبب سياسي أو لكارثة طبيعية أو لأي سبب آخر. وأضاف: "نسعى الى استقرار السوق والموازنة بين العرض وثبات الاسعار لمصلحة العالم". واشار الى قدرة السعودية على ضخ الكميات التي تغطي العجز، اذا عجزت الدول الأخرى عن الوفاء بالتزاماتها. وتبلغ حصة السعودية في انتاج "أوبك" نحو 7.8 مليون برميل يومياً وتملك قدرة انتاج اضافية تصل الى نحو 3 ملايين برميل يومياً، بحسب تقديرات غير رسمية راجع ص11.