طهران، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - بدأت ايران أمس تطبيق خطة لترشيد استهلاك المياه بعد ثلاثة أعوام متتالية من الجفاف في الوقت الذي وصلت فيه امدادات المياه الى مستويات خطيرة. ويأتي الاعلان عن ترشيد استهلاك المياه في الوقت الذي أعلنت فيه شركة "غلف يوتيليتيز" البريطانية عن مشروع لتصدير مياه الشرب من ايران الى الكويت تبلغ كلفته بليوني دولار ويشمل بناء خط أنابيب على الاراضي الايرانية وتحت مياه الخليج يصل الى شواطئ الكويت. وقالت "غلف يوتيليتيز" الاسبوع الماضي أنها ستوقع عقود تخزين ونقل مع ايرانوالكويت خلال الاشهر الستة المقبلة، وسيعمل المقاولون في الوقت نفسه على انجاز عقود بناء خط الانابيب لنقل المياه. وسينتج المشروع نحو 200 مليون غالون يومياً من المياه للاستخدام الصناعي والمنزلي في الكويت ويتوقع الانتهاء من تنفيذه بحلول سنة 2005. وقال مسؤولون في وزارة الطاقة الايرانية ان بيع المياه يمكن ان يدعم ويمول بناء سدود جديدة. ونقل التلفزيون الحكومي عن هيئة توليد الكهرباء من مساقط المياه في طهران التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة انه ابتداء من أمس ستقطع الامدادات عن ثلاث مناطق في الفترة من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء وفقاً لخطة الترشيد. واوضحت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان خطة ترشيد مماثلة ستطبق في مشهد ثاني اكبر مدن ايران . ومن المتوقع ان تحذو اقاليم كثيرة اخرى هذا الحذو. ويقول المسؤولون ان امدادات المياه وصلت الى مستوى خطير بعد ثلاثة أعوام من الجفاف. وقال نائب وزير الداخلة احمد خرام أخيراً ان احتياط البلاد من المياه تراجع 45 في المئة مقارنة بالاعوام السابقة. وقالت صحيفة "ملت" المسائية الاسبوع الماضي ان الآبار في محافظة كرمان وسط جفت بنسبة 60 في المئة وان سد كرح المصدر الرئيسي لتزويد طهران بالمياه يواجه تراجعاً في منسوبه بنسبة 64.1 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ودمر نقص المياه في العام الماضي نحو ثلاثة ملايين طن من القمح والشعير ومليون رأس من الماشية، ما زاد من اعتماد ايران على استيراد الطعام. وتقلص الاحتياط في ثلاثة سدود توفر 60 في المئة من امدادات طهران من الماء الى مستويات متدنية بشكل خطير. وتحدث مسؤولو طهران عن نقص يبلغ 200 مليون متر مكعب هذا الصيف. وفرضت السلطات اجراءات للحفاظ على الماء وهددت العائلات التي تستهلك اكثر من 20 الف لتر من الماء شهريا بغرامات مالية ضخمة. وقال مسؤول في حماية البيئة لوكالة الانباء الايرانية ان الجفاف هدد الحياة البرية في منطقة تاباس في شمال شرقي البلاد والتي تعيش فيها فهود الشيتا وبعض الحيوانات الاخرى المهددة بالانقراض . وقال التلفزيون ان الجفاف قضى ايضاً على مزارع وقرى كثيرة في اقليم هرمزجان المطل على الخليج.