وافق مجلس الوزراء الكويتي على توصيات وزارة الكهرباء والمياه في الدولة في شأن مشروع ضخم لنقل المياه العذبة في منطقة الخليج تبلغ كلفته بليوني دولار ويشمل بناء خط أنابيب على الاراضي الايرانية وتحت مياه الخليج يصل الى شواطئ الكويت. قالت شركة "غلف يوتيليتيز" البريطانية التي تعمل على تنفيذ مشروع ضخم لبناء خط انابيب لنقل المياه من الكويت الى ايران تبلغ كلفته بليوني دولار أمس ان مجلس الوزراء الكويتي وافق رسمياً على توصيات وزارة الكهرباء والمياه الكويتية في شأن المشروع والتي تعتمد بدورها على مقترحات مسعرة وضعتها "غلف يوتيليتيز". وقال براين هندري المدير التنفيذي لشركة "غلف يوتيليتيز" ل"الحياة" أمس ان وزارة الكهرباء والمياه الكويتية اجرت دراسة للمشروع وقدمت توصياتها في شأن المشروع لمجلس الوزراء الكويتي الذي وافق بدوره على هذه التوصيات. وأضاف ان المرحلة التالية هي توقيع العقود مع المقاولين، مشيراً الى أن الكويت تقوم حالياً بتشكيل لجنة متابعة للمشروع لتتعاون مع "غلف يوتيليتيز" في اعداد الوثائق المفصلة للمشروع. وقالت "غلف يوتيليتيز" ان لجنة المتابعة للمشروع التي سترأسها وزارة الكهرباء والمياه الكويتية ستضم ممثلين من الهيئات الحكومية في الدولة التي لها علاقة بالمشروع. وأضافت انها ستعين مقاولين للمشروع خلال الاسبوعين المقبلين، مشيرة الى ان المقاولين سيشاركون بحصة في المشروع وسيؤسسون مع "غلف يوتيليتيز" وعدد من الاطراف البريطانية والايرانيةوالكويتية واليابانية والاوروبية تجمعاً سيكون مسؤولاً عن انجاز المشروع. ويتوقع ان يزور وفد من وزارة الكهرباء والمياه الكويتيةايران قريباً للبحث في المضي قدماً في المشروع وبلورة المرحلة التمهيدية للمشروع، وسينجم عن الزيارة توقيع بروتوكول وزاري ثنائي للمشروع. وقالت "غلف يوتيليتيز" أنها ستوقع عقود تخزين ونقل مع ايرانوالكويت خلال الاشهر الستة المقبلة، وسيعمل المقاولون في الوقت نفسه على انجاز عقود بناء خط الانابيب لنقل المياه. وسيضخ المشروع المياه العذبة من سد كاركي في شمال ايران، الذي يعتبر ثالث أكبر سد في العالم، الى الساحل الجنوبي للكويت عبر خط أنابيب طوله 540 كلم يشمل 330 كلم من الانابيب على الاراضي الايرانية ونحو 210 كلم من الانابيب تحت مياه الخليج. وسينتج المشروع نحو 200 مليون غالون يومياً من المياه للاستخدام الصناعي والمنزلي في الكويت ويتوقع الانتهاء من تنفيذه بحلول سنة 2005. وتعهدت "غلف يوتيليتيز" بموجب اتفاق حصري مع وزارة الكهرباء والمياه الكويتية نقل المياه الى الكويت لمدة 30 سنة بتكاليف أقل من تحلية المياه في الوقت الحاضر. وتردد عند الاعلان عن المشروع في شباط فبراير من العام الماضي ان الشركة عرضت تزويد المياه بأسعار تقل بنحو 20 في المئة عن كلفة انتاج المياه من محطات التحلية. وستتولى "غلف يوتيليتيز" تأمين التمويل اللازم للمشروع وبناء خط الانابيب مقابل تعرفة معينة خلال فترة الامتياز 30 سنة. وقالت الشركة ل"الحياة" سابقاً انها تتلقى الاستشارة المالية من فريق التمويل في مؤسسة "درسدنر كلاينورت فاسرشتاين" في لندن. وأضافت انها تعمل في المشروع مع شركة "انيرجي انفستمنت كمباني" وهي شركة خاصة مقرها طهران و"شركة مياه الخليج" في الكويت. وقالت مصادر مالية ل"الحياة"، عند الاعلان عن المشروع ان ثلاث شركات مسجلة في قبرص، تضم مستثمرين عرباً وأوروبيين، تشارك في رأس مال "غلف يوتيليتيز" وهي "سمايا انفستمنتس" و"فاباس انتربرايزس" و"بليز انتربرايزس". ويعتبر المشروع نموذجاً لمشاريع المياه في الشرق الاوسط في المستقبل والتي ستعتمد على التمويل من القطاع الخاص. وتسعى الكويت الى ايجاد مصادر جديدة للمياه لتلبية الطلب المتزايد على المياه عوضاً عن بناء محطات جديدة لتحلية المياه، في حين تسعى ايران الى استغلال مصادرها المالية بشكل أمثل وجذب الاستثمارات الى البلاد وتخفيف الاعتماد على النفط والغاز لتحقيق العائدات.