بيروت - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - أصيب الفلسطيني محمد الأسدي بجروح في ركبته اليسرى عندما اطلق جنود اسرائيليون النار عليه من موقع العباد على الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. وكان الأسدي 25 عاماً بين مجموعة من المتظاهرين توجهوا الى الخط الأزرق على الجانب اللبناني لمناسبة الذكرى الأولى لتحرير الجنوب، وضمن احتفالات شعبية عمت مناطق الجنوب. وذكرت مصادر عسكرية اسرائيلية "ان الجنود اطلقوا النار على المتظاهر عندما كان يتسلق السياج الحدودي بالقرب من كيبوتز منارا الاسرائيلي، وانهم طلبوا منه النزول وأطلقوا رصاصتين في الهواء، لكنه رفض الامتثال فأطلقوا النار على ساقيه". وذكر مراسل "رويترز" ان "المتظاهرين كانوا يرمون الحجارة على الموقع الاسرائيلي عندما اطلق الجنود النار في اتجاههم". وعصر أمس اصيب الفتى اللبناني بسام فواز جعفر 14 عاماً بجروح في بطنه وعينيه عندما فتح جنود إسرائيليون النار عليه قرب "العبّاد"، وهو ضمن وفد من مدارس البقاع وجامعاته كان يزور المنطقة. وعند بوابة فاطمة، تسلل شاب لبناني قيل إنه مختل عقلياً إلى الجانب الاسرائيلي ثم عاد الى الجانب اللبناني سالماً على رغم الرصاص الذي اطلقه الجنود الاسرائيليون في اتجاهه. وكانت مظاهر الاحتفال ب"عيد التحرير والمقاومة" الذي كُرس مناسبة وطنية، تمثلت بنشر الاعلام اللبنانية والرايات في القرى والبلدات الجنوبية، وعلقت لافتات تحيي المناسبة في النبطية ومرجعيون وحاصبيا، فيما شهدت "بوابة فاطمة" ومعتقل الخيام السابق زحمة آلاف الزّوار. ونفذ عشرات الاسرى المحررين اعتصاماً داخل الزنازين السابقة، وأقفلوا عليهم الابواب احتجاجاً على عدم وفاء الحكومة اللبنانية بوعودها حيالهم. ونظمت وحدات "حزب الله" ومؤسساته المختلفة: النقابات العمالية والتعبئة التربوية والتعبئة العامة ومؤسسة الجرحى ومؤسسة الشهيد، مسيرات سيارة حاشدة وجولات على قرى الجنوب المحرر وعلى طول الخط الأزرق رفعت خلالها رايات المقاومة والاعلام اللبنانية، وأقيمت حواجز محبة في مختلف المناطق الجنوبية وزعت الحلوى والزهور على المارة. وجال وزير التربية الايراني حسين مظفر يرافقه السفير الايراني في لبنان محمد علي سبحاني على المناطق المحررة خصوصاً بوابة فاطمة ومعتقل الخيام. ونقل مظفر تحية بلاده الى الشعب اللبناني ومقاومته "التي حققت النصر على العدو الاسرائيلي". وقال: "ان الاساليب الوحشية والعنيفة التي يتبعها رئيس الحكومة الاسرائيلية آرييل شارون سينتج منها دحر العدو وانهياره"، مشبهاً اياه "بوحش كاسر سيقضي على نفسه وعلى صاحبه في نهاية المطاف". وأدى اهالي كفرشوبا صلاة الجمعة في العراء عند بوابة حسن قبالة موقع السماقة الاسرائيلي داخل مزارع شبعا. وذكرت وكالة "فرانس برس" ان نحو 15 شخصاً تسللوا، بعد انتهاء الصلاة، وراء الخط الازرق وعلّقوا اعلاماً لبنانية في الجانب الاسرائيلي، فأطلق جنود اسرائيليون نيران رشاشاتهم، دقائق عدة، عليهم، وقد تمكنوا من العودة وهم يجرّون عجلاً. وصاح احدهم ناقلاً العجل في شاحنة صغيرة: "انها غنيمة حرب". كذلك نظم اهالي بلدة شبعا تظاهرة عند بركة نقار في محيط العملية التي نفذها "حزب الله" في تشرين الاول اكتوبر الماضي وأدت الى أسر ثلاثة جنود اسرائيليين، تعبيراً عن دعم المقاومة لاستعادة ارضهم المحتلة في مزارع شبعا. وفي بيروت، شهد معرض المقاومة والتحرير الذي اقامته قيادة الجيش اللبناني في ساحة الشهداء في الوسط التجاري وضم آليات غنمتها المقاومة من العدو الاسرائيلي ولوحات كهربائية بأسماء شهداء الجيش والمقاومة وأسماء الاسرى في السجون الاسرائيلية اقبالاً شعبياً كثيفاً، تابع من خلال شاشات عملاقة افلاماً وثائقية عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان واستعادة للحظات التحرير. ونفذ اهالي الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية اعتصاماً امام مبنى "بيت الأممالمتحدة"، رفعوا خلاله لافتات تطالب بحريتهم. ووجه المعتصمون رسالة مفتوحة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تطلب منه الضغط على اسرائيل لاطلاق الرهائن لديها. وثبتت على صخرة نهر الكلب لوحة رخام جديدة لجلاء العدو الاسرائيلي عن الارض اللبنانية، أزيح الستار عنها خلال احتفال رسمي. وهي تجاور لوحات أخرى تركها غزاة احتلوا لبنان، وآخرها لوحة جلاء قوات الانتداب الفرنسي عام 1946.