دعت البارونة ايما نيكلسون رئيسة "جمعية مساعدة الأهوار واللاجئين" عمار إلى "تكثيف الجهود لإحياء منطقة الأهوار في جنوبالعراق وإعادة اللاجئين الذين نزحوا منها الى ايران ومناطق داخل العراق"، وحضت على وضع "خطة شاملة لانقاذ الشعب العراقي". جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته في لندن أمس على هامش مؤتمر "الأهوار: توقعات وإمكانات المستقبل"، عرضت خلاله دراسة أولية عن الأهوار ستصدر في تموز يوليو، وصوراً للمنطقة التقطتها وكالة الفضاء الأميركية ناسا تظهر انه لم يبق من المستنقعات التي جففت أكثر من 16 في المئة من مساحتها الأصلية قبل عام 1991. دعت ايما نيكلسون، مسؤولة شؤون العراق في البرلمان الأوروبي "الى خطة شاملة لانقاذ الشعب العراقي، والبدء بالتخطيط لاستعادة دور العراق الطبيعي على الصعيد العالمي، بعد منح العراقيين المضطهدين الحريات والحقوق الأساسية". ونددت ب"الجرائم الكثيرة التي ارتكبها الرئيس صدام حسين، ومنها تجفيف الأهوار لتهجير سكانها"، ووصفتها بأنها "كارثة انسانية وثقافية تعرضت لها إحدى أقدم البيئات الطبيعية في العالم لأسباب سياسية فقط". وأضافت: "من لم يُقتل نُفي الى ايران التي وصل عدد اللاجئين اليها الى حوالى مئة ألف". وشددت على ان "عمليات إحياء الأهوار وإعادة اللاجئين ممكنة إذا توافرت الارادة السياسية"، ورأت ان "كلفة ذلك يمكن تأمينها من عائدات الثروات النفطية للعراق بدلاً من انفاقها على الخدمات العسكرية"، مشيرة الى امكان تنفيذ هذه الخطة "بمساعدة تقنية وسياسية من الدول الغربية بعد زوال الحكم الاستبدادي" في بغداد. واعتبرت ان "ليس لأوروبا سياسة موحدة تجاه العراق، كما ان الولاياتالمتحدة تتملكها عقدة ذنب تجاه شعبه بسبب عدم نصرته بعدما دعته الى الانتفاضة ضد النظام عام 1991". وأضافت ان "الحكومة البريطانية أجرت مشاورات مع واشنطن وباريس وطهران بهدف تعزيز الجهود وتوحيدها من أجل "وضع حد لهذه المأساة الانسانية". وفي رد على سؤال ل"الحياة" عن السياسة الاميركية غير الواضحة في التعاطي مع الشأن العراقي، قالت نيكلسون ان "كل الجهود يجب ان ينصب على ضرورة إنهاء معاناة العراقيين. والولاياتالمتحدة عنصر فاعل ومؤثر في الوضع العراقي. نتشاور دائماً مع الأميركيين لتشديد الضغط على نظام صدام وإنهاء مأساة العراقيين". وطالب الشيخ محمد محمد علي، عضو مجلس القيادة في "المؤتمر الوطني العراقي" المعارض باقامة "منطقة آمنة في جنوبالعراق عن طريق تفعيل القرار 688 الخاص بحماية المدنيين"، ودعا الى "انشاء منظمة إغاثة دولية للاستفادة من أكثر من عشرة بلايين دولار من العائدات النفطية العراقية مودعة في بنك فرنسي". كما طالب ب"تشديد الضغوط على نظام صدام، وإرسال مراقبين تابعين للأمم المتحدة الى الجنوب". وشدد على ان "الحل الوحيد لانهاء معاناة الشعب العراقي يتمثل بتغيير النظام الحالي وإحلال نظام ديموقراطي يسمح بالحريات ويحترم حقوق المواطنين". وتعليقاً على الخطوات الأخيرة ل "ترفيع" قصي صدام حسين النجل الأصغر للرئيس العراقي، بانتخابه عضواً في القيادة القطرية لحزب "البعث" ثم نائباً لأمين سر المكتب العسكري في الحزب، قال محمد علي ان "قصي جزء من النظام الحالي، والعراقيون عانوا بطشه سنوات طويلة".