دمشق - رويترز - تجاهلت سورية امس تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ارييل شارون حول رغبته في اقامة السلام معها ومع لبنان الا انها اكدت ان السلام العادل والشامل يجب ان يقوم على اساس انسحاب اسرائيل الكامل من كافة الاراضي العربية المحتلة واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ونشرت وسائل الاعلام الرسمية مقتطفات من الكلمة التي القاها شارون امام الكنيست الاسرائيلي امس الاربعاء الا انها لم تشر الى دعوته لاقامة السلام مع سورية ولبنان في اشارة وصفها محللون بأنها تعكس مدى عدم الثقة بنوايا شارون. وقال احد المحللين: "اعتقد ان السوريين لا يثقون بشارون... انهم ينظرون الى تاريخه الذي يعتبرون انه مليء بالاعمال المعادية للسلام... انهم يرونه كرجل حرب وليس كرجل سلام". وحصل شارون على غالبية 72 صوتا مقابل 21 صوتا في التصويت على الثقة على حكومته في البرلمان الاسرائيلي اول من امس. وفي كملته امام الكنيست تعهد شارون بتعزيز علاقاته مع مصر والاردن واقامة سلام مع سورية ولبنان. وقال: "اريد ايضا تقوية السلام وعلاقات حسن الجوار والتطبيع مع مصر والاردن وتحقيق انفراج نحو سلام حقيقي مع الدول العربية وفي مقدمها سورية ولبنان". وكان شارون وزيراً للدفاع وقت غزو لبنان في عام 1982 وما أعقبه من مجازر صبرا وشاتيلا التي وقعت قرب بيروت على ايدي ميليشيات مسيحية تدعمها اسرائيل والتي قتل فيها المئات من الفلسطينيين. وحملت لجنة تحقيق خاصة في عام 1983 شارون المسؤولية غير المباشرة عن المجازر واجبرته على ترك منصبه كوزير للدفاع. وقالت مصادر سياسية وديبلوماسية ان شارون كان قد عرض على دمشق عبر مبعوث السلام الاوروبي ميغيل انخيل موراتينوس استئناف مفاوضات السلام بصورة سرية الا ان سورية رفضت العرض رفضا قاطعا. واشارت الى ابلاغ موراتينوس الذي التقى الرئيس السوري بشار الاسد الاحد الماضي ان سورية ترفض استئناف المفاوضات من دون شروط وان المفاوضات المتوقفة منذ اكثر من عام يجب ان تستأنف من النقطة التي توقفت عندها وعلى اساس قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد. وكان الاسد اكد في حديث نشر اخيرا ان سورية لن توقع اتفاق سلام منفصل مع اسرائيل وانه يجب التوصل الى سلام على المسارين الفلسطيني واللبناني من اجل تحقيق السلام الشامل في المنطقة. وقالت صحيفة "الثورة" في افتتاحيتها امس: "اعلنت سورية منذ البداية موقفها المبدئي والثابت من مسألة السلام وهو الموقف الذي ينطلق من مصالحها الوطنية والقومية وحقوق وكرامة الامة العربية في ان يكون هذا السلام عادلا وشاملا ومستوفيا لكل متطلباته في الانسحاب الاسرائيلي الشامل من جميع الاراضي العربية المحتلة الى خطوط الرابع من حزيران يونيو عام 1967". واشارت الى ان السلام يجب ان يتضمن "اعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني بما فيها حقه في تقرير المصير والعودة واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس". وطالبت الصحيفة بتحقيق التضامن العربي من اجل مواجهة ما اسمته بالتهديد الاسرائيلي للارض والوجود العربي. وقالت الصحيفة ان العرب يواجهون الان "تحديا اسرائيلياً خطيراً يتهددنا جميعا في ارضنا ووجودنا وتبرز ابشع صوره خطورة الآن في حرب الابادة التي يشنها العدو الاسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني ويهدد باستمرار بتوسيعها الى حرب شاملة".