دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى مواجهة "الأممية الإرهابية" التي قال ان نشاطها يمتد من الفيليبين الى الشرق الأوسط، مؤكداً أن محاربة الارهاب ينبغي ألا تقتصر على افغانستان. وحذر من أن حركة "طالبان" لم تُهزم بعد، معتبراً انها ما زالت تملك طاقات بشرية وعسكرية. وكان بوتين يتحدث أمس الى فريق من الصحافيين اليونانيين عشية مغادرته الى أثينا في زيارة رسمية، وذكر ان بلاده كانت حذرت من تزايد التنسيق بين "الارهابيين" في اطار "أممية يمتد نشاطها من الفيليبين الى البلقان والشرق الأوسط". وزاد ان "طوق اضطرابات نشأ، ويتجسد في هذه الأممية الارهابية". ونبه الى ان محاربة الارهاب الدولي "ينبغي ألا تقتصر على مكافحة طالبان في افغانستان"، لكنه لم يوضح المناطق أو الدول التي يجب استهدافها بعد افغانستان. ورأى مراقبون ان تصريحات الرئيس الروسي قد تفسر باعتبارها "ضوءاً أخضر" لضربات توجه الى حركات توصف بكونها "ارهابية" في أنحاء العالم. ولاحظ بوتين ان مكافحة الارهاب ينبغي أن تكون وفق أساليب سياسية واقتصادية و"استخدام القوة إذا اقتضى الأمر بموافقة الأممالمتحدة". واللافت ان موسكو كانت "اعفت" واشنطن من الحصول على موافقة مجلس الأمن لضرب افغانستان، وعاد الرئيس الروسي يطالب بغطاء دولي للعمليات. وأعرب عن ارتياحه الى سير العمليات الميدانية، لكنه قال ان "طالبان" تكبدت خسائر كبيرة و"لم تهزم بعد"، بل ما زال لديها عشرات الآلاف من المقاتلين وكميات كبيرة من الأسلحة تؤهلها لترتيب صفوفها مجدداً والانتقال الى حرب عصابات. ونبه الى أن "الشخصيات الارهابية الأساسية" لم تعتقل بعد. وشدد على ضرورة التسوية السياسية التي تجعل أفغانستان "دولة مستقلة، خالية من الإرهاب والمخدرات، تحيا بسلام مع جيرانها وتحترم الأعراف الدولية". وسئل هل تخشى موسكو وجوداً أميركياً دائماً في آسيا الوسطى، فأجاب ان روسيا تعتبر ان "المهمة الرئيسية اليوم هي تصفية بؤرة الارهاب الدولي". وفي تبرير غير مباشر لوجود قواعد اميركية في المنطقة، قال بوتين ان لكل دولة عضو في الرابطة المستقلة ان تتخذ قرارها في شأن المشاركة في الحملة ضد الارهاب. واستدرك ان الكرملين "يضع في حسابه" ما يقوله المسؤولون الأميركيون من أن الوجود العسكري الدائم في آسيا الوسطى "لا يدخل ضمن خططهم". لكن الرئيس الروسي ترك هامشاً واسعاً لتبرير مثل هذا الوجود بإشارته الى ان العلاقات مع الغرب قد تشهد "تبدلاً نوعياً" في مجالات الأمن والدفاع، وآنذاك "لن تكون لدينا مخاوف" من تطور العلاقات بين دول آسيا الوسطى وبين أميركا والدول الغربية عموماً.