"بين الموروث والنهضة والحداثة - صور من جدل النقد في الأدب العربي". كتاب صدر حديثاً للناقد الأردني غسان اسماعيل عبدالخالق عن المؤسسة العربية ووزارة الثقافة الأردنية. يشمل الكتاب خمس محاولات لرصد وتحليل صور من جدل النقد في الأدب العربي، تاريخياً ومفهومياً، وفي لحظات اشتباكه مع الماضي المستمر او تجليه في الحاضر المتجه الى المستقبل، مع الحرص على ابراز الخصوصيات الملازمة لهذا الاشتباك او التجلي، ففي الفصل الاول ثمة تظهير لمشهد الانتقال من الموروث وبالموروث الادبي الى حال النهوض وفق خاصيتين اثنتين: موروثة قديمة تتمثل في تداخل النقدي الادبي بالاجتماعي الفلسفي الآيديولوجي، ونهضوية حديثة تتمثل في الاتجاه الى الصحافة كأداة جديدة للتعبير والاتصال مع الجمهور. وفي الفصل الثاني تكثيف لقراءة افقية في نتاج نموذج معرفي طه حسين وهو يخطو من بوابة النهضة الى بوابة الحداثة، وتأشير على ما رافق هذا الانطلاق من مفارقات وتناقضات ومآخذ. اما الفصل الثالث فيتوقف بازاء احد ابرز اصداء الحداثة النقدية التي فجّرها طه حسين ممثلاً في كتاب "مصادر الشعر الجاهلي" للدكتور ناصر الدين الأسد، الذي انطوى على غايات ومرام حضارية تتجاوز، في اهميتها وخطورتها، حد البحث في الشعر الجاهلي ذاته ولذاته. ويرصد الفصل الرابع احد تجليات الحداثة العربية المعاصرة، ممثلاً في الواقعية الماركسية العربية، ويبرز ذلك التعالق الاستثنائي الذي تنطوي عليه الواقعية الماركسية بين الفلسفة والنقد الادبي على صعيد النظرية، وذلك التباعد بين جوهر النظرية وواقع الممارسة النقدية على صعيد التطبيق. ويعود الفصل الخامس أخيراً لعرض صور من شريط الحداثة الموروثة والمعاصرة معاً، في نقد الشعر العربي ومن منظور النقد الادبي بوجه خاص، وينفي، من ثم، وهم الاعتقاد بغرارة الحداثة.