اعترفت موسكو بأن الجنرال الافغاني عبدالرشيد دوستم زار العاصمة الروسية، لكنها نفت وجود نية لتزويده أسلحة لاستخدامها ضد حركة "طالبان". وكانت اذاعة "الحرية" الأميركية الناطقة بالروسية أعلنت ان دوستم زار موسكو الاسبوع الماضي. ونقلت صحيفة "فريميا" امس عن مصادر لم تكشفها ان دوستم حصل على وعود بتزويده معدات حربية بينها طائرات هليكوبتر. وأدلى مسؤول في وزارة الخارجية بتصريح الى وكالة "انترفاكس" اعترف فيه بأن دوستم زار موسكو، لكنه قال انه لم يلتق ديبلوماسيين أو أي رسميين آخرين. وزاد ان الجنرال يزور بين فترة وأخرى موسكو ل"النقاهة وعقد لقاءات مع ممثلي الشتات الافغاني". ونفى المصدر بشدة احتمال تزويد دوستم اسلحة، مؤكداً ان روسيا "لا تنوي ان تنفخ في نار تشب على تخومها". وتابع ان السلطات الروسية لم تتراجع عن تعهد سابق بالامتناع عن تصدير أسلحة الى الفرقاء المتنازعين في افغانستان. إلا ان محللين روس اشاروا الى ان موسكو لم تبد ارتياحاً الى احتمال عقد اتفاق من دون مباركتها بين أحمد شاه مسعود الذي يتزعم حالياً التحالف "الشمالي" وحركة "طالبان". وذكرت صحف روسية ان رئيس تركمانستان صقر مراد نيازوف قدم مبادرة تقضي بأن يتخلى مسعود و"طالبان" عن محاولات حل المشكلة الافغانية بالقوة، وان يعترف كل من الطرفين بالآخر كعامل سياسي - عسكري وتبدأ مفاوضات لعقد هدنة طويلة يعقبها سلام دائم. وذكرت صحيفة "فريميا" ان شاه مرادوف مبعوث الرئيس التركماني زار طهران واسلام اباد اللتين وعدتا بالضغط على الأطراف الافغانية المختلفة. وأضافت الصحيفة ان مرادوف التقى مسعود في العاصمة الطاجيكة دوشانبه بعد ان زار كابول وقندهار. ويربط المحللون المختصون في شؤون المنطقة بين التطورات في افغانستان "القتال الجاري منذ أسابيع في المناطق الحدودية الواقعة بين اوزباكستان وقرغيزستان وطاجيكستان". ونقلت صحيفة "كوميرسانت" مقاطع من تقرير ذكرت ان وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف رفعه الى الرئيس "فلاديمير بوتين" دعاه فيه الى "استثمار" الفرصة وتعزيز الوجود الروسي السياسي والعسكري في آسيا الوسطى. وأعلن وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان بلاده تنظر في طلب اوزباكستان تزويدها أسلحة روسية، وقال ان روسيا "مستعدة لتقديم أنواع اخرى" من المساعدات.