} تراجعت اسعار النفط في الأسواق الدولية أمس بعد تأكيد ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ان السعودية ستضخ الكميات اللازمة من النفط لتهدئة الارتفاع الجامح للاسعار وتحقيق الاستقرار في السوق. وكان الأمير عبدالله يتحدث في افتتاح قمة زعماء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في كراكاس، التي حضرها زعماء وممثلون عن الدول ال11 الاعضاء في المنظمة. لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب، أ ب - حض الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز زعماء وممثلي الدول الاعضاء في "أوبك" في افتتاح القمة الثانية للمنظمة في كراكاس على السعي الى تحقيق المساواة مع الدول الصناعية والحصول على سعر عادل للنفط. واستقبل شافيز زعماء وممثلي دول "أوبك" لدى وصولهم الى مسرح تيريزا كارينو مساء أول من أمس حيث افتتحت القمة التي استمرت يومين وسعت الى تدعيم ثقة "أوبك" واعادة تحديد اولويات المنظمة مستقبلاً. وبدأت مراسم الافتتاح بكلمة مقتضبة لرئيس "أوبك" وزير النفط الفنزيلي علي رودريغز. وتحدث ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة وقال ان بلاده راغبة ومستعدة لعرض الكميات اللازمة لاشاعة الاستقرار في سوق النفط العالمية. لكن الأمير عبدالله دعا ايضا الدول المستهلكة للنفط الى المشاركة في "التضحية" عن طريق خفض الضرائب التي تفرضها على الوقود. وقال ان من غير الانصاف القاء اللوم على "أوبك" في جميع المشاكل التي يعانيها الاقتصاد العالمي. واضاف الأمير عبدالله ان السعودية حريصة على استقرار سعر النفط مع الحفاظ على حصتها من السوق وانها تخشى ان الصعود الحالي للاسعار قد يلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي. واعرب ولي العهد السعودي عن القلق من ان الزيادة الحالية في اسعار النفط لو استمرت بشكل دائم فانها قد يكون لها اثر سلبي على الاقتصاد العالمي وفرص النمو الاقتصادي العالمي. والسعودية هي أكبر منتج للنفط داخل "أوبك". وتؤمن المنظمة 40 في المئة من الانتاج العالمي للنفط وتستحوذ على نحو ثلثي تجارة النفط العالمية. وقال الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز أن "أوبك" لن تمنع امداداتها النفطية عن اي شخص يحتاجها ولكنها تريد سعراً عادلاً يعكس اهمية النفط للاقتصاد العالمي. وأضاف في كلمته الافتتاحية امام قمة زعماء "أوبك" ان الارتفاع الكبير في اسعار النفط منذ عام 1999 انعش القوة الاقتصادية للمنظمة، مشيراً الى انه خلال العشرين شهراً الماضية "ولدت أوبك من جديد. اننا لم نحرم احداً من نفطنا ولا ننوي عمل ذلك ولكننا نطلب العدل. فسعر النفط يجب ان يكون مرتبطاً بكلفة الانتاج وايضا بقيمته الاستخدامية وقيمته التبادلية". وشدد شافيز على دور النفط كشريان حياة للمجتمعات الصناعية. وقال شافيز ان النفط الفنزويلي يباع بسعر 26.20 دولار للبرميل في حين يصل سعر الكمية نفسها من المياه المعدنية الى 94.37 دولار ومن الحليب الى 150 دولاراً ومن المثلجات الى 1105 دولارات. واعاد شافيز الى الاذهان ان مولد "أوبك" عام 1960 كان باعثه استياء الدول المنتجة للنفط من السيطرة الغربية على ثرواتهم النفطية. ودعا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لدى افتتاح قمة اوبك في كراكاس الى اجراء حوار بين "أوبك" ومجموعة الثماني التي تضم الدول الصناعية السبع الكبرى وروسيا، والى تضامن فعال للمنظمة مع الدول الاكثر فقراً. واشار بوتفليقة الى رغبة "أوبك" في "التجاوب بشكل مناسب ومرض مع طلبات الدول المستهلكة للنفط مع السهر على استقرار الاسعار". واضاف ان منظمة "أوبك" تؤيد اسعاراً للنفط "مربحة ومستقرة وتنافسية". واعتبر ان "أوبك" ستستمر في الاضطلاع بدور "مؤيد للعدالة والاستقرار في العلاقات الدولية" بالاضافة الى الدفاع عن مصالحها المشروعة. واقترح انشاء "صندوق دولي للتضامن تموله مساهمات جميع الدول النامية التي تعتبر صادراتها كبيرة جداً". ومن شأن هذا الصندوق تمويل برامج مكافحة الفقر. واقترح بوتفليقة ايضا تأسيس بنك للمنظمة "يكون في خدمة سياسات الطاقة للدول الاعضاء" لتعزيز قدرتها على التنافس. وتحض الدول المستوردة للنفط، التي شهدت موجة احتجاجات على ارتفاع تكاليف الوقود، "أوبك" على زيادة انتاجها لمحاولة دفع الاسعار للانخفاض بعد ان سجلت في وقت سابق من الشهر الحالي اعلى مستويات لها في عشرة أعوام. وتسعى دول "أوبك" الى تحقيق سعر عادل للنفط خصوصاً بعد انهيار الاسعار قبل نحو عامين الى نحو عشرة دولارات للبرميل لخام "برنت". ويبلغ متوسط سعر "برنت" خلال الفترة المنقضية من السنة الجارية نحو 28 دولاراً للبرميل. ويتوقع ان تبلغ عائدات دول "أوبك" النفطية السنة الجارية نحو 250 بليون دولار مقابل 155 بليوناً العام الماضي و110 بلايين عام 1998. وسجل خام القياس البريطاني للعقود الآجلة تسليم تشرين الثاني نوفمبر في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس 30.20 دولار للبرميل مقابل 30.54 دولار في اواخر التعامل أول من أمس. وتقلب سعر "برنت" في الساعات التالية من التعامل وسجل قبل نهاية جولة التعامل الصباحية 30.08 دولار للبرميل. وقال متعاملون ان احد اسباب تراجع "برنت" أمس عمليات جني أرباح في التعاملات المبكرة وتوقعوا ان تشهد السوق دعما عند مستوى 30 دولاراً للبرميل. ومثلت ست دول اعضاء من اصل 11 برؤسائها في قمة كراكاس.