حذر رئيس حزب الوفد المصري الدكتور نعمان جمعة، الحكومة من الاستمرار في هيمنة الحزب الوطني على البرلمان واحتكار مقاعده في انتخابات غير نزيهة. وقال إن إمكانات التنسيق بين أحزاب المعارضة غير ممكنة. وشدد على أن "الوفد يستحق ثلث مقاعد البرلمان ولن يقبل بأقل من مئة مقعد"، ودعا الشعب الى خوض "معركة التغيير". وأعلن جمعة، في مؤتمر صحافي أمس، تقدم الوفد ب 272 مرشحاً في 172 دائرة، تنتشر في 26 محافظة بينهم 12 قبطياً و8 سيدات، وهي أعلى نسبة مشاركة لحزب معارض في مصر. وعزا عدم بلوغ العدد ثلاثمئة مرشح، كما أعلن من قبل الى "تعسف بعض رجال الإدارة في لجان تلقي طلبات الترشح". وبدا جمعة في أول مؤتمر صحافي يعقده منذ انتخابه رئيساً للحزب الشهر الماضي واثقاً في قدرته على تحقيق نصر في الانتخابات. وقال إن "برنامج الوفد الانتخابي يؤكد السعي لتطبيق ديموقراطية حقيقية، واجراء انتخابات نزيهة تتيح تداول السلطة، ويلغي القوانين الاستثنائية وحال الطوارئ، ويضمن تأمين حقوق الانسان، ودعم رأس المال، لتحقيق تنمية حقيقية على مختلف الاصعدة". وفي إشارة الى صيغة مبادرة للتواصل مع الحكومة شدد زعيم حزب الوفد الجديد على أن "المعارضة تستحق ثلث مقاعد البرلمان، والوفد يستحق مئة مقعد فيها". وحذر الحكومة من "الاصرار على الاستمرار في السياسات القديمة، واحتكار مقاعد البرلمان لمصلحتها". وزاد "لو أصبحنا خارج الصورة، فنحن أحرار طلقاء في رد الفعل، لكننا اذا كنا داخلها فسندعم الدولة والمجتمع، ونقدم نموذجاً لمعارضة قوية تحافظ على مقومات الدولة". ورداً على سؤال ل"الحياة" في شأن هذا التحذير، قال: "اذا لم يتحقق هذا التمثيل للمعارضة، وقررت الحكومة التعامل معنا كمنبوذين ومستبعدين، فسنهاجمها بقوة ولا أضمن رد فعل الوفديين. اما اذا تركت الانتخابات نزيهة فنحن شركاء مع الحكومة لتحقيق الاصلاح المنشود. في الداخل نحن شركاء، وفي الخارج نحن مجروحون، ولا أتصور ما قد يحدث". وحمل رئيس الوفد بقوة على الحزب الوطني الحاكم، وقال إنه "ليس حزباً وانما تنظيم حكومي، وتجمع مصالح، ومرشحوه للانتخابات اختارهم المحافظون ومديرو الامن ومفتشو مباحث أمن الدولة، لذلك فهم مرشحو الحكومة. ومرشحونا مواطنون عاديون يواجهون الحكومة وليس حزباً حاكماً". ودعا جمعة الشعب المصري الى "المشاركة في معركة التغيير" وقال إن "الناخبين مدعوون الى اقتناص الفرصة، لصناعة التغيير المنشود، ونحن نقدم انفسنا كبديل للصيغة الشمولية التي حكمت البلاد خمسين عاماً، ونريد ترسيخ لغة سياسة جديدة". وتحاشى جمعة تقديم إجابة مباشرة في شأن اعتقال أنصار جماعة "الاخوان المسلمين"، واكتفى بالاشارة الى ان "الوفد يرفض مبدأ الاعتقالات، ويرفض استخدام حال الطوارئ ضد المدنيين، وحبسهم من دون ارتكاب جريمة". وزاد "نحن لم نحط علماً بتفاصيل ما يجري حتى نتحدث فيه بوضوح".