بدا أمس ان الأزمة بين ليبيا وجماعة "فتح - المجلس الثوري" التي يتزعمها صبري البنا أبو نضال مرشّحة لمزيد من التدهور. إذ أعلنت الجماعة ان محكمة كامب زايست في لوكربي "وافقت" على الاستماع الى شهادة أحد قيادييها في شأن تورط ليبيا المزعوم بتفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي عام 1988. وهذه هي المرة الأولى التي يُكشف فيها ان جماعة "أبو نضال" أجرت اتصالاً بمحكمة لوكربي، علماً ان الجماعة أعلنت قبل شهرين استعدادها لإرسال "شاهد" يؤكد تورط المتهمين الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة بتفجير طائرة "بان أميركان"، وهو الحادث الذي أوقع 270 قتيلاً. وينفي المتهمان ضلوعهما بتفجير الطائرة. وجاء في بيان لجماعة "أبو نضال" أمس ان "محكمة لوكربي وافقت على استقبال الشاهد المرسل لها من الحركة فتح - المجلس الثوري، والذي كان يتولى مهمة مندوب الحركة في غرفة العمليات المشتركة مع الليبيين". وتابع ان الشاهد الذي لم يُكشف اسمه كان "على علاقة مع عبدالباسط المقرحي، وأول من هنّأه بتسلم هدية" القيادة الليبية "لمناسبة نجاح عملية لوكربي". وختم البيان: "نؤكد ان العمل جارٍ لإعداد الوثائق والحيثيات المطلوبة وتأمين الظروف لانتقال شاهد الحركة الى امستردام"، علماً ان المحاكمة لا تجرى في هذه المدينة بل في زايست وسط هولندا. ورفض ناطق باسم مكتب المدعي العام الاسكتلندي كولن بويد في كامب زايست أمس نفي خبر اتصال شاهد جماعة "أبو نضال" بالمحكمة، أو تأكيده. وقال ل"الحياة": "لا نستطيع التعليق على الخبر ما دامت المحكمة مستمرة". وبدأت محاكمة المقرحي وفحيمة في الثالث من أيار مايو، وتأجلت الشهر الماضي ثلاثة أسابيع العطلة الصيفية على أن تُستأنف الجلسات في 22 آب اغسطس الجاري. وساءت العلاقة بين جماعة "أبو نضال" وليبيا قبل سنوات، واتهمت الجماعة الفلسطينية طرابلس بالتضييق على عناصرها وذويهم و"مصادرة أموالهم". وتردد ان "أبو نضال" الذي اتخذ من ليبيا مقراً له طوال سنوات، غادرها قبل سنتين الى دولة أُخرى قد تكون العراق.