لم تعد الابتكارات حكراً على الملابس وموديلات الشعر، لكنها امتدت إلى سبل الغش في الامتحانات. ففي زمن الأجداد، كان الطالب الضعيف النفس والضمير، يغش باختلاس نظرة إلى ورقة زميله، او اذا كان جريئاً، يهمس الى زميله طالباً الإجابة عن سؤال. وفي عهد الآباء، تطورت عملية الغش، بابتكار نظام "البرشامة"، وهي عبارة عن ورقة طويلة بالغة الرفع تكتب فيها أبرز النقاط الواردة في منهج الامتحان، وتطوى كالمروحة ويدسها الطالب في جوربه ليستعين بها عند الحاجة. وكان الاسلوب الامثل في حال اكتشاف أمره هو بلع الورقة. وفي السنوات القليلة الماضية، تم ابتكار طرق تناسب التطور التكنولوجي السريع، مثل الاستعانة بالهواتف المحمولة طلباً للمساعدة الخارجية للإجابة عن الاسئلة الصعبة، كذلك الحاسبات الصغيرة التي يمكن تسجيل القليل من المعلومات عليها ولو بالشيفرة. كما اكتشفت حالات غش استخدمت فيها اجهزة اللاسكي المعروفة ب"ووكي توكي". كذلك افيد ان في موسم امتحانات مضى، تم استخدام أسلوب جهوري للغش، تمثل في تسريب اسئلة الامتحانات وقيام أحدهم خارج المركز بالاجابة عنها عبر مكبر للصوت، ناقلاً الاجوبة الى الطلاب، شاؤوا أم أبوا. لكن وسيلة جديدة لا تخلو من طرافة، ظهرت في موسم الامتحانات الحالي، وهو حشو كرات التنس بإلاجوبة، وقذفها عبر النوافذ الى قاعات الامتحان. غير ان الظاهرة الغريبة هذا العام، كانت ضلوع معلمين في حالات عدة للغش، ولعل أبرزها تسريب اسئلة امتحانات الصف الثالث الإعدادي في مدينة الاسكندرية والمتهم فيها ثلاثة معلمين، أحدهم عضو لجنة المطبعة السرية المختصة بطبع اسئلة الامتحانات. واقتصرت مهمة الثاني على وضع الاجابات النموذجية لتلك الاسئلة وتوزيعها على الطلاب الذين يأخذون دروساً خصوصية.