تبدأ "الخطوط الجوية الليبية" الشهر المقبل تسيير رحلات منتظمة الى دبي، في مستهل خطة تعاون واسعة النطاق، ينتظر ان تسفر عن اقامة تحالف وثيق مع "طيران الامارات"، يكفل الحصول على مساعدتها في اعادة تأهيل مرافق الخدمات لدى الناقلة الليبية. وقال رئيس "الخطوط الليبية" السيد صبري عبدالله ل"الحياة": "قررنا ان نبدأ تسيير رحلات مباشرة بين طرابلس الغرب ودبي ابتداء من الشهر المقبل بمعدل ثلاث رحلات اسبوعياً، عملاً باتفاق تم توقيعه بين شركتي "الخطوط الليبية" و"الإمارات"، ويستند الى مذكرة تفاهم أبرمت مطلع العام الماضي بين هيئة الطيران المدني الليبي ودائرة الطيران المدني في دبي، تنص على اطلاق حريات النقل الجوي بين امارة دبي والجماهيرية الليبية". وأضاف ان "مذكرة التفاهم هذه تشكل في نظر المسؤولين من الجانبين مقدمة لتطبيق سياسة الاجواء المفتوحة بين دولة الامارات والجماهيرية، والتي نأمل ان تعم بين كل دول الوطن العربي". وترتبط ليبيا وإمارة دبي بعلاقات خاصة تعززت أثناء الحظر الدولي الذي رفع العام الماضي. وكانت السلطات الليبية تقوم بشراء المعدات والتجهيزات التقنية التي لا يشملها الحظر من سوق دبي لإعادة التصدير، بقيمة تناهز 1.5 بليون دولار سنوياً، اضافة الى استيراد عدد كبير من السلع والمنتجات الاستهلاكية في سفن كانت تربط بين موانئ دبي والموانئ الليبية. ويضمن فتح الخط الجوي بين طرابلسودبي تعزيز العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين الجانبين، في الوقت الذي لا تُسير رحلات بين طرابلس وكل من مصر وتونس. وينتظر ان تبدأ "الليبية" بتسيير رحلاتها الاسبوعية، قبل ان تباشر "طيران الامارات" بتسيير رحلات مماثلة من دبي الى طرابلس الغرب. وسيعقد المسؤولون في الشركتين اجتماعات "لوضع أسس متطورة للتعاون في عمليات التشغيل ونقل الركاب". وتوقعت مصادر مطلعة ان ينشأ تحالف بين الناقلتين في المرحلة المقبلة، على اساس ان تستفيد الشركتان اللتان تتمتعان بحضور قوي في الاسواق الاقليمية والدولية المجاورة من شبكة خطوطهما لتسهيل انتقال مسافريهما عبرها. وقالت مصادر مطلعة ان المرحلة الأولى التي سيتم التفاهم عليها في الفترة المقبلة ستشمل إبرام اتفاق لتبادل الرموز بين الناقلتين في شكل يسمح للمسافرين بمتابعة رحلاتهم الى داخل افريقيا وبلدان المغرب العربي، حيث تحاول "الليبية" استعادة حضورها القوي، وفي الوقت نفسه التوجه الى منطقة الخليج وجنوب افريقيا واستراليا والشرق الأقصى، حيث تملك الناقلة الاماراتية حضوراً واسع النطاق. وذكرت المصادر انه تم الاتفاق على عقد اجتماعات مقبلة بعدما جرت محادثات جانبية بين وفدي الجانبين المشاركين في اجتماعات الجمعية العمومية ال33 للاتحاد العربي للنقل الجوي، التي اختتمت فاعلياتها في القاهرة امس. وتعتبر "الخطوط الليبية" احدى أنجح شركات الطيران العربية، وثمة تشابه بين اسلوب نموها السريع ونجاحها في إثبات وجودها بسرعة في الاسواق الدولية والاقليمية خلال السبعينات والثمانينات وبين قصة النجاح الكبير الذي عرفته "طيران الامارات" منذ عام 1985 إذ تتقدم الى المراتب الأولى في عالم النقل الجوي الدولي في العالم العربي. إلا ان "الليبية" تعرضت الى صعوبات كثيرة بعد الحصار الأول الذي فرضته الولاياتالمتحدة عام 1983 عليها والذي تلاه عام 1992 الحظر الدولي الذي جمد اسطولها وحال دون تطوير مرافقها وتدريب طياريها وموظفيها. وقالت المصادر ان المحادثات بين الجانبين ستتطرق الى مسألة تبادل الخبرات وقضايا التدريب خصوصاً وان معهد التدريب الجوي الذي تملكه "طيران الامارات" في دبي لتأهيل الطيارين والفنيين والمضيفين يعتبر من أحدث المعاهد وأكبرها في أوروبا والشرق الأوسط. وعلمت "الحياة" ان "الخطوط الليبية" تنوي اعادة تأهيل اكثر من 300 طيار لديها اضافة الى ما يزيد على 400 من فنيي الصيانة، على ان يتم ذلك بالتزامن مع عملية تجديد الاسطول "الذي ينتظر ان يصبح في مدى أربع سنوات، أحد أكبر الاساطيل الجوية في افريقيا والشرق الأوسط". كما ينتظر ان يمتد التعاون في مجال التدريب ليشمل المبيعات الجوية وخدمات المناولة الأرضية والصيانة.