شهدت أوكرانيا، أمس (السبت)، واحدة من أعنف الموجات الهجومية الروسية منذ أشهر، حيث استهدفت الصواريخ والمسيرات مناطق متعددة في مختلف أنحاء البلاد، ما أدى إلى سقوط ثلاثة قتلى على الأقل وإصابة عشرات المدنيين، وفق ما أعلنت السلطات الأوكرانية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إن الهجمات طالت تسع مناطق رئيسية بينها كييف وخاركيف وأوديسا وميكولايف وزابوريجيا، إضافة إلى دنيبرو وسومي وتشيرنيهيف وبولتافا، مشيراً إلى أن القصف استهدف البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية. وأكد أن صاروخاً مزوداً بذخيرة عنقودية أصاب مبنى سكنياً في مدينة دنيبرو، ما أدى إلى تدمير عدة أبراج سكنية ومنازل. وفي منطقة دنيبروبتروفسك، أعلن الحاكم المحلي سيهيرى لايساك إصابة 26 شخصاً على الأقل، بينما سجلت مناطق أخرى دماراً واسعاً في الممتلكات. أما في ضواحي العاصمة كييف، فقد تعرضت بلدات بوتشا وبوريسبيل وأوبوخيف للقصف، وأكدت السلطات تضرر منازل وعدد من السيارات. وفي المقابل، أعلن حاكم لفيف غرب البلاد إسقاط صاروخين من طراز كروز بفضل أنظمة الدفاع الجوي. وأشارت القوات الجوية الأوكرانية، إلى أن المقاتلات الغربية من طراز "إف-16" لعبت دوراً بارزاً في التصدي للصواريخ الروسية، مؤكدة فعالية الدعم العسكري الغربي في الميدان. وكان زيلينسكي قد أعلن قبل ساعات أن روسيا أطلقت 40 صاروخاً وأكثر من 580 مسيّرة خلال الهجوم. الرئيس الأوكراني شدد في خطاب متلفز على أن "كل ضربة روسية ليست ضرورة عسكرية بل إستراتيجية متعمدة لإرهاب المدنيين وتدمير منشآتنا الأساسية، مطالباً الحلفاء بتعزيز أنظمة الدفاع الجوي وفرض مزيد من العقوبات على موسكو. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها أسقطت 149 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الساعات الماضية فوق شبه جزيرة القرم ومناطق روسية عدة، بينها روستوف وساراتوف وفولغوغراد وسمولينسك، إضافة إلى البحر الأسود وبحر آزوف. كما اتهمت كييف باستهداف محطة زابوريجيا النووية بثلاث طائرات مسيرة، مؤكدة أن الهجوم لم يسفر عن أضرار خطيرة، فيما تم إجلاء خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤقتاً إلى مكان آمن. ميدانياً، قال زيلينسكي: إن القوات الأوكرانية تواصل هجومها المضاد على جبهات الشرق، خاصة حول مدينتي بوكروفسك وكوبينسك، مؤكداً أن الروس يتكبدون "خسائر فادحة في الأرواح والمعدات". وأوضح أن القوات الأوكرانية استعادت عدة بلدات ومساحات واسعة تجاوزت 160 كيلومتراً مربعاً، بينما نشر قائد الجيش أولكسندر سيرسكي أن قواته تقدمت بين ثلاثة وسبعة كيلومترات في بعض المحاور، لكن وزارة الدفاع الروسية أعلنت في المقابل السيطرة على بلدتين جديدتين هما مورافكا قرب بوكروفسك ونوفويفانيفكا جنوب زابوريجيا.