سجل مهاجمو الفرق السعودية حضوراً لافتاً خلال مباريات المرحلة التمهيدية من دوري كأس خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم بعدما أحرزوا أكبر عدد من الأهداف في سجل الدوري منذ انطلاقته في عام 1977. وحقق المهاجمون نصراً ساحقاً على المدافعين وأحرزوا 398 هدفاً، وينتظر ان يزيدوا غلتهم خلال مباريات المربع الذهبي. ويقود نجم الاتحاد حمزة ادريس الهدافين برصيد 32 هدفاً يليه مهاجم الأهلي الكولومبي الكاتو 20 ومهاجم الوحدة عبيد الدوسري 17. ويرى النقاد والمتابعون ومحبو اللعبة أن ارتفاع عدد الاهداف المسجلة هذا الموسم يدل على النزعة الهجومية التي تتميز بها المباريات، واهتمام المدربين بالتركيز على الاداء الهجومي، فضلاً عن ظهور جيل جديد من المهاجمين الذين يحسنون استغلال الفرص التي تتاح لهم أمام المرمى. ولا يغفل العالمون ببواطن الامور الدور المهم الذي يقوم به لاعبو خط الوسط، لأنهم ساهموا بقدر كبير في صناعة الاهداف. وتتميز الكرة السعودية حالياً بوجود مجموعة كبيرة من لاعبي خط الوسط المميزين القادرين على توفير وتهيئة الفرص السهلة للتسجيل امام المهاجمين. وفي المقابل، يرى البعض ان وفرة اهداف هذا الموسم ترجع اساساً الى التفاوت الكبير في المستوى بين فرق القمة وفرق القاع، التي تعاني من ضعف واضح في خطوط دفاعها. فلا يمكن طبعاً ان يتكافأ الوضع بين هجوم الاتحاد والأهلي والشباب والنصر والهلال من جهة، ودفاعات الاتفاق والرياض والوحدة وسدوس والرائد والنجمة والطائي من جهة اخرى. حوافز وتلعب اللائحة الجديدة التي وضعها اتحاد الكرة وتسمح بمنح مميزات للفريق، الذي يتصدر المرحلة التمهيدية دوراً مهماً في سعي الفرق الى تسجيل اكبر عدد من الاهداف على اعتبار ان الفيصل في حال تساوي النقاط هو الرجوع الى فارق الاهداف، وهو ما حصل فعلاً عندما توج الاتحاد بطلاً للمرحلة التمهيدية، على حساب الاهلي وفقاً لهذه القاعدة. ويحذّر آخرون من الجانب السلبي لكثرة التهديف لأنه اكد في شكل قاطع ضعف مستوى لاعبي خط الدفاع وحراس المرمى في غالبية الفرق كبيرها وصغيرها، فقد سجل الشباب مثلاً 37 هدفاً واهتزت شباكه 22 مرة. وهم يعتقدون ان الكرة السعودية تشهد تراجعاً ملموساً في الدفاع في مقابل تطور خطي الوسط والهجوم، وان عدم ظهور مدافعين بارزين ليحلوا محل العمالقة صالح النعيمة وسمير عبدالشكور وسعد البيشي واحمد جميل، من اهم اسباب هذا التراجع. والخوف كله من ان يكون سبب التفوق الهجومي هو التراجع الدفاعي، ما يعني ان الكرة السعودية تعاني خللاً. وقد تكون المحصلة النهائية لمشاركة المنتخب في بطولة القارات حيث سجل 8 اهداف ومني مرماه ب 16 هدفاً، خير دليل على ذلك!