للمرة الاولى، وبعد غياب دام 28 عاماً، تجتمع شخصيات نجيب محفوظ في كتابه "المرايا" 1972، مع البورتريهات التي رسمها الفنان المصري السكندري الشهير سيف وانلي، وصاحبت نص محفوظ عند نشره اول مرة متسلسلاً في مجلة "التليفزيون المصري" في صيف العام 1971، محاولة تشخيص او تجسيد رؤى محفوظ الفنية. وقد اصدر قسم النشر في الجامعة الاميركية في القاهرة كتاب "المرايا" لنجيب محفوظ، المترجم الى الانكليزية على يد المترجم الانكليزي الاصل والمهاجر الى الولاياتالمتحدة استاذ مدرسة بنسلفانيا الشهيرة روجر ألن، صاحب "الرواية العربية" و "الادب العربي الحديث"، و"التراث الادبي العربي"، والذي ترجم لمحفوظ من قبل "السمان والخريف" 1985، و"السفينة" 1985 لجبرا إبراهيم جبرا بالاشتراك مع عدنان حيدر، و"النهايات" 1988 لعبدالرحمن منيف، ، ومجموعة قصص قصيرة لمحفوظ ويوسف ادريس. وتعد "المرايا" احد اهم كتب محفوظ، والتي لم يدرجها هو نفسه كرواية من رواياته. فهو كتاب يقترب من اصول السيرة، معتمداً في سرده على شخصيات عدة عاصرها الكاتب في حياته وخصها ببعض البورتريهات القصصية. وتعكس "المرايا" ايضا تاريخ مصر المعاصر، وحركاتها السياسية، وقادتها، وحروبها، والكثير من الأحداث التي اثرت على مجرى حياة ابطال هذا العمل من الاصدقاء والاعداء على السواء والراوي نفسه. يقول روجر ألن في مقدمة الطبعة الجديدة من "المرايا": "اعجبت ب"المرايا" منذ ان نشرها محفوظ العام 1971، وترجمتها للإنكليزية للمرة الاولى العام 1977. ولم تصحب النص بورتريهات سيف وانلي التي نشرها معها مسلسلة، كذلك فعل الناشر المصري العام 1972. وكم كانت سعادتي، حينمادعيت الى اعادة نشر ترجمتي مصحوبة برسوم سيف وانلي الرائعة، وأتمنى ان تعجب الطبعة الجديدة محفوظ وتحقق رغبته الاصلية وما كان يحلم به". ويضيف ألن قائلا: "الرواي ولد في حي الحسين القاهري، وانتقل الى الإقامة مع عائته في حي العباسية، درس الفلسفة في الجامعة، ويعمل موظفاً مدنياً، وكاتباً ايضا، ومن خلال ما سبق يمكن القول ان الراوي والكاتب شيء واحد هو: نجيب محفوظ نفسه". وباضافة لوحات وانلي التصويرية الى النص المحفوظي، اكتمل البناء الروائي، نصا ورسماً، واصبح ممتعاً ان نشاهد شخصيات الكتاب مصورة بريشة الفنان وقلم الكاتب معاً. فهناك شخصيات عدة مثل ابراهيم عقل، واحمد قدري، واماني محمد، وانور الحلواني، وبدر الزيادي، وبلال عبده البسيوني، وثرثا رأفت، وجاد ابو العلا، وجعفر خليل، وحنان مصطفى.. الى يسرية بشير، آخر البورتريهات الشخصية المحفوظة والتي اخضعها لترتيب ألفبائي محفوظي صارم، في هذه الطبعة الخاصة.