} الأرجح أن "محطة الفضاء الدولية" International Space Station، واختصاراً ISS، تحل محل المحطة السوفياتية الذائعة الصيت "مير"، ربما كنقيض كامل، أي بمقدار ما يكون النقيض وجهاً آخر للتماثل والتشابه. ووُسِمت الجهود الانسانية في الفضاء الخارجي، بملابسة السياسة للعلم فيها، وعلى نحو قوي وفائق. منذ أطلق السوفيات القمر الاصطناعي الأول "سبوتنيك - 1" 1951، أُخذ الأمر على محمل برهنة القدرة العلمية للاتحاد السوفياتي، وباعتبار أن الأعلى شأناً في العلم هو الأوطد قدرة في السياسة والاجتماع. وعلى هذا المَعْقِدْ ترابطت حمى صراعات الحرب الباردة مع سباق الفضاء، الذي وصل احدى ذراه في تموز يوليو 1969 حين تمكن الأميركيون من قلب الموازين في الفضاء وكسر هيمنة السوفيات على سطح القمر، قبل أن يتردد صدى التفوق عينه في حائط "برلين". ويمكن النظر الى المحطة الروسية "مير" باعتبارها من شواهد ذلك الماضي. فإلى أي مدى يحاول النظام العالمي الجديد والعولمة حوز سطوة العلم وهالته عبر مشروع علمي كبير من وزن "المحطة الفضائية الدولية"؟ تكلف المحطة الدولية مئة بليون دولار وتتشارك في صنعها 16 دولة، "تقودها" الولاياتالمتحدة الأميركية. كما هو الحال على الأرض، فإن أحداً لا يخدع نفسه بمحاولة ادعاء المساواة مع "القوة الفائقة" Hyper Power الوحيدة على الأرض، في حين أن أسواق المال في "نيويورك"، "داو جونز" و"نازداك" تحدد مصائر اقتصاديات العالم. البشر وحلم سكن الفضاء في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر 2000، وصل أول طاقم بشري مستقر الى المحطة الدولية، أي بعد سنتين من وضع أول مكوّن لها - المركبة الروسية "زاريا" - في مدار ثابت حول الكرة الأرضية. وتألّف الطاقم الثابت من ثلاثة رواد فضاء: الروسيان "سيرجي كريكاليف" و"يوري جيدزانوف"، والأميركي ويليام شيبرد، وهو قائد المحطة.... وتبلغ مجموعة مكونات المحطة المئة، ويستلزم جمعها 40 رحلة فضائية، ويتوقع اكتمال بناء المحطة في العام 2003. وتعتبر الحطة أقوى عودة بشرية الى الفضاء الخارجي، منذ رحلات أبوللو الى القمر، والصمود المديد لمحطة "مير" التي يتوقع سقوطها على الأرض في العام المقبل. وفي الوقت الحالي، تبدو "مير" التي أخلاها البشر في العام 1999 كأنها كهف فضائي مهجور. ويُكنى بالكهوف عن المساكن البدائية للعيش الإنساني، فهل تكون "المحطة الدولية" بداية لبيوت الفضاء؟