أعاد الزمالك بطل مصر كأس الكؤوس الافريقية لكرة القدم الى الأحضان العربية، إثر فوزه باللقب للمرة الأولى في تاريخه في ياوندي على رغم خسارته أمام كانون الكاميروني صفر - 2 في مباراة الإياب، وكان اكتسح منافسه في لقاء الذهاب في القاهرة 4-1. الفوز هو الأول للأندية المصرية في المسابقات الافريقية بعد جفاف استمر أربع سنوات والثاني لها في مسابقة كأس الكؤوس - رقم قياسي بين دول القارة - والثالث للزمالك في التسعينات، ما يضعه على قدم المساواة مع الترجي التونسي كأحسن أندية القارة في هذا العقد. وهو أيضاً اللقب الخامس للزمالك في تاريخه الافريقي بعدما تُوج بطلاً للأندية أبطال الدوري أربع مرات. وسمح الفوز للزمالك بالمشاركة في نهائيات كأس العالم الثانية للأندية في إسبانيا الصيف المقبل، ممثلاً لأفريقيا مع الفائز من لقاء الترجي وهارتس أوف أوك الغاني في نهائي دوري الأندية الأبطال. ولم يعرف أنصار الزمالك مطلقاً طعم المعاناة أو الخوف إلا لمدة دقيقتين فقط في نهاية اللقاء، وسارت المباراة هادئة من دون إزعاج للمصريين الذين احتفظوا بنظافة شباكهم مدة 74 دقيقة، ولم يأت الهدف الثاني لكانون والذي فتح باب الأمل لأصحاب الأرض وأزعج المصريين إلا في الدقيقة الأخيرة من المباراة، ولم يتمكن لاعبو كانون خلال الدقيقتين التاليتين من الاقتراب من مرمى الزمالك مطلقاً. وعقب المباراة قام بيتر ميتونغي رئيس وزراء الكاميرون بتسليم الميداليات الفضية للاعبي كانون، والذهبية للاعبي الزمالك وتسلم سامي الشيشيني كابتن الزمالك - جلس احتياطاً خلال المباراة - كأس البطولة وتبادلها مع زملائه وسط أفراح مئتي مصري بقوا في المدرجات خلال مراسم التتويج، وغادر أكثر من 70 ألف متفرج كاميروني عقب نهاية اللقاء. المباراة استهل الزمالك المباراة بالضغط على منافسه في وسط الملعب لإجبار مدافعي كانون على البقاء في مواقعهم وعدم التقدم للهجوم، ولاحت للدوماني فرصة إحراز هدف السبق للضيوف من انفراد ولكن تسديدته القوية وجدت الحارس مانغا الذي حولها الى ركنية، وظل الزمالك متفوقاً في وسط الملعب لأكثر من نصف ساعة ما أثار لاعبي كانون ونال مابينغا إنذاراً بسبب الخشونة. وأخفق الكاميرونيون في استغلال فرصتين كبيرتين داخل منطقة الجزاء لينكومب ومابينغا، وتدخل مانغا مجدداً للمحافظة على فرص كانون عبر التصدي لتسديدة ارضية قوية من طارق السيد في نهاية الشوط الأول. وتحول الأداء بشكل تام في مصلحة كانون خلال الشوط الثاني، وهاجم بقوة وانكمش لاعبو الزمالك في نصف ملعبهم، وتدخل المدافع حسام عبدالمنعم لإبعاد الكرة برأسه من على خط مرماه منقذاً هدفاً مؤكداً، وفرّط عبدالحليم علي في أسهل فرص اللقاء عندما وقف مدافعو كانون باعتباره متسللاً، ولكن الحكم العاجي سايكو زيلي ومساعده أشارا باستمرار اللعب، وتقدم عبدالحليم بالكرة وحيداً لأكثر من 20 ياردة، لكنه سدد برعونة خارج المرمى. وشدد كانون من هجومه حتى تمكن شيميني من إحراز الهدف الأول بتسديدة قوية بيمناه من 25 ياردة في الدقيقة 74، وتدخل أحمد صالح لإبقاء الزمالك في المباراة عندما أنقذ الكرة من على خط مرماه في الدقيقة التالية مباشرة، وازدادت شراسة الضغط الكاميروني وارتبك مدافعو الزمالك مراراً حتى كانت الدقيقة 90 عندما حاول أحمد صالح إبعاد الكرة بقوة داخل منطقة جزائه، ولكنها اصطدمت بوجه زميله حسام عبدالمنعم واتجهت بسرعة نحو القائم ووجدها باتانغ فرصة سهلة والمرمى خالياً فأودعها هدفاً ثانياً لكانون. اشتعلت المدرجات أملاً في هدف ثالث يعطي اللقب للكاميرونيين، ولكن الوقت بدل الضائع لم يسعف كانون، وانطلقت سريعاً صفارة النهاية من الحكم العاجي العادل، وبدأت الأفراح في الملعب وفي شوارع القاهرة. وانتظرت الجماهير العاشقة للزمالك بأعلامها البيضاء وصول الفريق في ساعة مبكرة من صباح امس، واحتشد أكثر من 20 ألف شخص خارج مطار القاهرة وواكبت تظاهرة سيارة ضخمة حافلة الفريق من المطار الى النادي.