يتوقع ان يحسم لقاء اليوم الاحد بين رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة والمراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين عبدالمجيد الذنيبات موعد عودة قياديي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الثلاثة الذين صدرت بحقهم "مذكرات جلب" اثناء زيارتهم لطهران. واكدت مصادر "حماس" في دمشق ان القادة الثلاثة ليسوا موجودين في سورية وان القرار هو عودتهم الى الاردن". وعلمت "الحياة" من مصادر اردنية مطلعة ان لقاء الروابدة والذنيبات جاء بطلب من رئيس الوزراء الاردني، بعد انقطاع الاتصال بين الحكومة وجماعة الاخوان المسلمين منذ اغلاق مكاتب "حماس" في عمان في 30 آب اغسطس الماضي، وفشل جهود الوساطة التي بذلها قادة الاخوان المسلمين. وصرح المراقب العام للجماعة عبدالمجيد الذنيبات الى "الحياة" انه يفضل "تريّث" قياديي "حماس" في العودة الى حين "التوصل الى حل سياسي مرضٍ" وسئل عن الموقف الذي سيبلغه رئيس الوزراء فأجاب: "نحن والقوى والشخصيات الوطنية استنكرنا اجراءات الحكومة ولا بد من العودة عنها والحديث مباشرة مع قادة حماس للتوصل الى معادلة مقنعة". وعبّر الذنيبات عن خشيته من "خروج حالة التعبئة الشعبية في موضوع حماس عن سيطرة الاخوان"، مشيراً الى ان قيادة الجماعة تبذل "جهوداً مضنية لتهدئة القواعد والقوى الوطنية". وضرب مثلاً بقطع بثّ صلاة الجمعة عن التلفزيون الاردني بعد مهاجمة احد المصلين لاجراءات الحكومة اثناء الخطبة. وقال: "هذا المواطن ليس من الاخوان واحمد الدقامسة الذي قتل الطالبات الاسرائيليات ليس من الاخوان". وافادت مصادر مطلعة في جماعة الاخوان المسلمين ان عودة القياديين الثلاثة وهم خالد مشعل وابراهيم غوشة وموسى ابو مرزوق مرتبطة باتجاه التهدئة او التصعيد، فالتهدئة تتطلب التريّث في العودة والتصعيد يتطلّب العكس لكنها تؤكد ان المسألة "غير محسومة بعد من حيث التوقيت". وفي السياق ذاته، اعتقلت الاجهزة الامنية اربعة من عناصر الاخوان المسلمين في مخيم البقعة من بينهم عضو مجلس الشورى في جبهة العمل الاسلامي محمد عقل. وكان مخيم الوحدات شهد عقب صلاة الجمعة في مسجد المدارس لقاءً تضامنياً ضخماً مع حركة "حماس" تحدث فيه قياديون في جماعة الاخوان المسلمين وسط حضور امني غير مسبوق. ويشار الى ان لجنة المتابعة التي شكلتها الاحزاب والنقابات والقوى الوطنية الاردنية وجماعة الاخوان المسلمين حددت اليوم الاحد مهلة للحكومة قبل القيام بمظاهر احتجاجية تصعيدية تشمل الاعتصامات والمظاهرات. واقتصرت الفاعليات التضامنية منذ بداية الازمة حتى الآن على اللقاءات المحصورة في القاعات والمساجد من دون الخروج الى الشوارع والساحات العامة. وفي دمشق قال رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل ان قادة الحركة الثلاثة سيتوجهون "في اليومين المقبلين" الى الاردن وان "التأخر في العودة" يعود الى انتظارهم "نتائج الوساطات التي تقوم بها جماعة الاخوان المسلمين والقوى الشعبية". واوضح السيد خالد الفاهوم رئيس لجنة المتابعة المنبثقة من "المؤتمر الوطني الفلسطيني" المعارض لتعديل الميثاق ل"الحياة" ان السيد مشعل اتصل به امس لإبلاغه ب"التمسك بالعودة الى الاردن آملين خيراً في حكمة العاهل الاردني الملك عبدالله ووطنيته". وزاد الفاهوم ان رئيس المكتب السياسي للحركة اكد "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للاردن"، معرباً عن الامل "باسم لجنة المتابعة من الملك عبدالله بالغاء الاجراءات المتخذة بحق قياديي الحركة، لما عرف عنه من صفات العروبة والإباء ورعاية الضيوف". واكد مصدر في "حماس" ل"الحياة" ان السيد مشعل وعضوي المكتب السياسي موسى ابو مرزوق وابراهيم غوشة "غير موجودين في سورية" وانهم "لم يتوجهوا اليها" يوم الجمعة كما اعلن. مجدّداً التأكيد ان "القرار الرسمي للحركة هو عودتهم الى الاردن بصرف النظر عن المصير الذي سيلاقونه".