أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يتشبهون وأين يستقلون؟ هذا ما نحاول أن نلمسه مع رباب يوسف القعيد 22 عاماً الطالبة في كلية الحقوق في جامعة عين شمس المصرية، وابنة الروائي يوسف القعيد. كيف تأثرت بوالدك؟ وما المكتسب من تجربته الحياتية والإبداعية؟ - تعلمت من والدي التروي في التفكير، وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار، وأن أتعامل مع الآخرين بأكبر قدر من الطيبة، أما ما اكتسبته من حياته الإبداعية فهو عشقي للفن ولا سيما التمثيل، نظراً لتحول العديد من أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية. ولماذا اخترت دراسة القانون بدلاً من دراسة التمثيل؟ - لم اختر دراسة القانون طواعية، بل كنت أرغب في دراسة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، لكن حال عدد من الظروف دون ذلك، ووجدت بعد ذلك، في دراسة القانون معرفة أشمل بالحياة، واصبحت أكثر ثقة في نفسي ومعرفة بحقوقي وواجباتي تجاه الآخرين. ألم تداعبك أطياف الكتابة يوماً لتكوني كاتبة أو صحافية مثل والدك؟ - مع الأسف لم تداعبني يوماً واحداً، لكن داعبتني - ولا تزال - أطياف التمثيل، ولا أحب الكتابة لما أرى من معاناة والدي طوال العام في القراءة والكتابة المستمرة، في حين أنني انتظر قدوم الإجازة الصيفية بفارغ صبر حتى أتخلص من القراءة، واستريح من هذه العملية المتعبة والمرهقة، أما عن الشهرة فأتمنى أن أحصل عليها من التمثيل، وذات يوم أصبح ممثلة مشهورة. كتب والدك أعمالاً عدة، أيها وأي شخصياتها أحب إليك، ولماذا؟ - من أحب أعمال والدي اليّ روايته "24 ساعة فقط" الصادرة هذا العام، لما تحويه من تعرية حقيقية للواقع الذي نعيشه وبطلتها أم تبحث عن ابنائها يوم وقوع الزلزال الذي ضرب مصر يوم الاثنين 12 تشرين الأول اكتوبر 1992. وهناك أيضاً قصة قصيرة لوالدي تحمل اسمي وهي "رباب تعتزل الرسم"، في مجموعة "حكايات الزمن الجريح"، بالإضافة الى أن بطلة عمله "شكاوى المصري الفصيح"، تحمل اسمي. وحين حوّل السيناريست بشير الديك رواية والدي "يحدث في مصر الآن" أعطى الممرضة التي جسدت دورها الفنانة هياتم اسم رباب دون أن يعرف أنه اسم ابنة المؤلف، واعتبرت هذا من المصادفات السعيدة والجميلة. رأيك في تحول أعمال والدك الى أفلام سينمائية؟ - سعدت جداً بها لشغفي البالغ بالتمثيل، وكنت أرغب في الاشتراك في أحدها لولا انتظامي في الدراسة، وكان والدي يأخذني معه الى أماكن التصوير، حيث تعرفت الى المخرج الكبير الراحل صلاح أبو سيف، اثناء تصويره فيلم "المواطن مصري" وكذلك النجم العالمي عمر الشريف، والتقطت لي صورة معه مازلت احتفظ بها، وأيضاً الفنانة المتألقة صفية العمري، وكان لهذه الأفلام الأثر الكبير في توسيع قاعدة قراء أبي. هل هناك قصة كنت تودين أن يتناولها والدك في كتاباته؟ - كنت أتمنى أن يكتب عن جيلي، لكن هذا لم يحدث، واتمنى أن يفعل ذلك قريباً. هل كان لوالدتك مثل دور والدك في حياتك؟ - دون شك، كان وما زال لأمي دور كبير في حياتي، فقد ساهمت في تكويني بشكل كبير، وتربط بيني وبينها علاقة حب وإعجاب كبيرة، واكتسبت منها اشياء عدة مثل الحنان والرقة والصلاة وتلاوة القرآن فضلاً عن أعمال المطبخ والمنزل. منْ هم اصدقاء والدك الأقرباء من الادباء والمثقفين الذين تشاهدينهم باستمرار؟ - نجيب محفوظ ومحمد حسنين هيكل، وجمال الغيطاني. ما طموحاتك المستقبلية؟ - أن اصبح ممثلة كبيرة مثل فاتن حمامة وسعاد حسني وآثار الحكيم.