واشنطن - أ ف ب - تشيد الولاياتالمتحدة في خطابها السياسي بالجهود الاوروبية لتشكيل قوة دفاع ذاتية، في حين تسعى الى المحافظة على تفوقها داخل حلف شمال الاطلسي، حيث تسيطر بفضل ترسانتها العسكرية. واشاد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن الجمعة بالمبادرات الدفاعية التي اعلنت خلال اجتماع المجلس الاوروبي، في المانيا، الخميس. وقال روبن "نرحب برغبة حلفائنا واصدقائنا الاوروبيين في تعزيز قدراتهم العسكرية المشتركة من اجل المساهمة في الوقت نفسه في عمليات الحلف والقيام باعمال عسكرية منفردة لا يشترك فيها الاطلسي". الا ان روبن ابدى تحفظاً بقوله ان مبادرة الدفاع الاوروبية "يجب ان تساهم في تعزيز، وليس اضعاف، الامن في اوروبا وداخل حلف الاطلسي". وقال "نعتبر ان هذه القوة الاضافية في مجال الدفاع قوة دعم، اللهم الا اذا شكّلت ازدواجية واتخذت مواقف تفضيلية ازاء عمليات الحلف". وكانت وزارة الدفاع الاميركية وصفت قرارات كولونيا الخميس بانها "خطوة في الاتجاه الصحيح". وقال كينيث بيكون، المتحدث باسم البنتاغون "منذ زمن طويل ونحن نرى ان من الملائم والمرغوب فيه ان تنمي اوروبا قدراتها والقيام بعمليات عسكرية". وقال بيكون ان المبادرات الاوروبية هي "للمحافظة على الهوية الاوروبية في مجال الدفاع والامن، والتي تم الحديث عنها مراراً بوصفها قوة مميزة لكنها غير منفصلة عن الحلف الاطلسي". وأقر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي الخميس في المانيا مشروعاً يهدف الى إرساء أسس قوة دفاع اوروبية. واكد النص "على اوروبا ان تشكل قوة للتحرك الذاتي تدعمها قوات عسكرية فاعلة، وان تملك وسائل اللجوء اليها وان تكون مستعدة للقيام بذلك في مواجهة الازمات الدولية، من دون ان يتعارض ذلك مع عمليات يقوم بها الحلف الاطلسي. وكان الاطلسي اعتبر في نهاية نيسان ابريل، خلال قمة واشنطن ان تعزيز الدور الاوروبي سيساهم في تعزيز الدور الفاعل للحلف خلال القرن 21. ولكن مع تشجيع تشكيل قوة دفاع اوروبية، ابدت الولاياتالمتحدة حرصاً على المحافظة على امتيازاتها داخل الحلف. فامام المعارضة الشديدة للولايات المتحدة، اضطرت فرنسا الى التراجع عن مطالبتها بأن يتولى اوروبي القيادة الجنوبية للحلف، وذلك باسم اعادة توزيع متوازنة للمسؤوليات بين ضفتي الاطلسي. كارل ليفين، السناتور الديموقراطي، عضو لجنة القوات المسلحة، استخدم مطلع العام الجاري عبارة "غموض" للحديث عن موقف الاميركيين من الاوروبيين في ما يتعلق بتوزيع المهمات الدفاعية داخل الاطلسي. كانت مفاوضات رامبوييه في شأن كوسوفو جارية عندما اشاد المسؤولون الاميركيون بالدور الفعال الذي بذله الاوروبيون في حل الازمة. الا ان اصواتاً عدة برزت في الوقت نفسه، لا سيما من الكونغرس ذي الغالبية الجمهورية، لتعارض وضع القوة الاميركية داخل قوة السلام التابعة للاطلسي في كوسوفو تحت قيادة اوروبية. واعلن وزير الدفاع وليام كوهين حينها انه لم ينته الى رأي. وجاءت الضربات الجوية ليوغوسلافيا، وساهمت فيها الولاياتالمتحدة بكثافة، لتذكر، بأن الاوروبيين لا يملكون القوة العسكرية التي تملكها الولاياتالمتحدة. الا ان شارل كوبشان، الخبير في جامعة برنستون، يؤكد ان المستوى الحالي لحال التبعية الاستراتيجية الاوروبية ازاء الولاياتالمتحدة "غير مقبول" بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. واضاف ان واشنطن ستحض الاوروبيين على تحمل مزيد من "أعباء الدفاع".