انطلقت في مقديشو أمس تظاهرات جماهيرية واسعة النطاق احتجاجاً على ارتفاع الأسعار والأجور الناجم عن طباعة عملات ورقية جديدة لحساب رجال الأعمال وبعض قادة الحرب في مقديشو. وشلت التظاهرات التي انطلقت بصورة عفوية منذ الصباح الباكر النشاط التجاري لسوق بكاري التجاري في وسط العاصمة وانتشرت في معظم الشوارع الرئيسية وأمام مقرات الشركات التي قامت باستيراد العملات الورقية وشركات الاتصالات. وأسفرت الأحداث عن مقتل شخص واحد واصابة اثنين آخرين بعدما فتح حراس سوق صرف العملات الأجنبية النار على المتظاهرين خوفاً من نهب الممتلكات. وفي شمال العاصمة رفض السكان التعامل في عملة محلية خاصة لمنطقتهم بعد أن زاد سعر صرفها بشكل كبير أمام العملات الأخرى. وتأتي هذه التظاهرات في أعقاب استياء جماهيري استمر أسابيع عدة بسبب غلاء المعيشة الناجم عن استيراد العملات الورقية الجديدة، والجمود الذي تعيشه عمليات المصالحة الوطنية بين الفصائل المختلفة، وتجدد الاشتباكات في عدد من المدن الرئيسية في جنوبالصومال. ويقول بعض المحللين في مقديشو ان تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الصومال يمكن أن تقود البلاد الى تغييرات سريعة مجهولة العواقب. ولا يستبعد المحللون حدوث قلاقل وفوضى وأحداث قتل ونهب في مقديشو والمناطق القريبة ما سيؤدي الى حدوث مجاعة كبيرة في عدد من المناطق في الجنوب. ويعيش الصومال من دون حكومة مركزية منذ الاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري في العام 1991 .