يضع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اللمسات الأخيرة على التقرير الذي سيقدمه الى مجلس الأمن قبل 4 تموز يوليو المقبل، موعد انقضاء فترة ال90 يوماً على تسليم ليبيا مواطنيها المشتبه في تورطهما بتفجير طائرة "بان اميركان" فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية لمحاكمتهما في لاهاي. وتوقعت أوساط مطلعة ان يجاري التقرير الأجواء الايجابية بين الطرفين الأميركي والليبي في اعقاب الاجتماع الرباعي الذي عقد الاسبوع الماضي، وضم ديبلوماسيين اميركيين وليبيين وبريطانيين والأمين العام. في أول لقاء ديبلوماسي أميركي - ليبي منذ 18 عاماً. واستبعدت المصادر ان يؤدي التقرير الى تفعيل مباشر لاجراءات "رفع" العقوبات رسمياً، علماً ان مجلس الأمن اتخذ اجراء "تعليق" العقوبات في 5 نيسان ابريل الماضي، لدى تسليم المشتبه فيهما الى العدالة. وتجنبت الديبلوماسية الليبية والأميركية المواجهة والتصعيد. وسعتا الى البناء على القاعدة الايجابية التي تطورت نتيجة تسليم المشتبه فيهما، وأدت الى اللقاء الرباعي الذي وصفته كل الأطراف بأنه كان "مفيداً" و"ايجابياً". وقالت المصادر ان الاجتماع كان "تمهيدياً" لمزيد من اللقاءات وتبادل الآراء والحوار في القضايا المعلقة وتنمية الثقة. وتوقعت المصادر نتيجة هذه الاجواء عدم طلب الأمين العام "رفع" العقوبات فوراً في مجلس الأمن، خصوصاً ان تعليقها يعني عملياً ازالتها. كما ان اعادة فرضها تتطلب قراراً جديداً من المجلس. وربطت المصادر بين توقيت تفعيل اجراءات "الرفع" وبين النقلة النوعية في العلاقة الأميركية - الليبية، اذ ان تاريخ 5 نيسان ابريل فاصل بين توجهين ولغتين ونمطين وصفحتين في العلاقة. وبرزت بوادر تفهم متبادل للمواقف بين الطرفين الأميركي والليبي، فيما بقيت المواقف مختلفة من متطلبات "رفع" العقوبات وتوقيته. وشملت مجالات الاختلاف التعاون المطلوب من ليبيا في المحاكمة التي لم تبدأ بعد، والتعويضات والارهاب. كما برز اختلاف في المواقف الأميركية والبريطانية من المطلوب من ليبيا القيام به تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن. وطلب الجانب الأميركي من الجانب الليبي المزيد من التعاون في مجال مكافحة الارهاب وتحدث عن منظمات لليبيا علاقة بها.