} نصّب رئيس الوزراء الايطالي السابق رومانو برودي رئيساً للمفوضية الاوروبية خلفاً لجاك سانتير، في جلسة للبرلمان الاوروبي في ستراسبورغ. وافق البرلمان الاوروبي في جلسة عقدها في مقره في ستراسبورغ امس الاربعاء على تعيين رومانو برودي رئيساً للمفوضية الاوروبية. وصوّت 392 نائباً لصالح هذا التعيين فيما عارضه 72 وامتنع 41 آخرون عن التصويت. وكان اسم برودي المولود في آب اغسطس 1938، تردّد لخلافة سانتير، فور استقالة الاخير في 15 آذار مارس الماضي، نتيجة تهم سوء الادارة والاهمال الموجهتين لاعضاء مفوضيته. ومن المقرر ان يعمل برودي الذي سيتولى منصبه رسمياً في منتصف ايلول سبتمبر المقبل، على اختيار 19 عضواً يشكلون مفوضيته الجديدة، وذلك بالتشاور مع حكومات الدول ال15 للاتحاد الاوروبي. وتعرض اسماء هؤلاء على البرلمان الاوروبي في 20 حزيران يونيو المقبل. ويتوجب على برودي وهو متخصص في الاقتصاد ومقرّب من التيار الديموقراطي المسيحي الايطالي، ان يعمل على اصلاح الاخطاء التي ارتكبتها المفوضية في عهد سانتير. وكان برودي رفض في كلمة القاها امام البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ عشية انتخابه، التكهّن بأسماء المفوضين الجدد. واكتفى بالقول ان اعضاء مفوضيته سيتم اختيارهم "استناداً الى قدراتهم السياسية والمهنية" و"استناداً الى قابليتهم للعمل الجماعي" كي تتحول المفوضية الاوروبية الى هيئة "تتسم بالشفافية والفاعلية والمسؤولية". وأثار هذا الموقف ارتياح فرنسا كونها ابرز الداعين الى اعتماد اصلاحات جذرية على صعيد المفوضية واسلوب عملها، لكن بعض ما ورد في كلمته ادى الى ارتياب بعض اوساط اليسار الذي يشكل الحكومة الفرنسية. فهذه الاوساط تعرف ان برودي ليبرالي بحكم انتمائه الى الديموقراطية المسيحية. لكنها لم تتوقع منه ان يقدم على تأكيد ليبراليته المفرطة، مثلما فعل عندما اكد ان "المحرك الرئيسي للتطور يتمثل بعملية تحرير جديدة للتبادل الدولي والمزيد من التقليص لدور الدولة". وعبّرت هذه الاوساط عن استغرابها لهذا الموقف، خصوصاً وان برودي يعرف تماماً ان اليسار يسيطر على غالبية الحكومات الاوروبية التي تعطي الاولوية ل"اوروبا الرفاهية الاجتماعية" بدلاً من "اوروبا رأس المال". لكن الاستغراب بلغ ذروته عندما أنهى برودي كلمته بالاشادة "بالثقافة المسيحية" معتبراً ان "تطوير العقلية الدينية" يشكل احد أسس نجاح الاتحاد الاوروبي. ورغم ذلك لم يكن من مفر امام النواب بما في ذلك الاشتراكيون الا ان يصوّتوا لصالح برودي نظراً الى غياب البدائل.