بدأت امس في القاهرة المحادثات بين وزير الداخلية المصري السيد حبيب العادلي ونظيره الارجنتيني الدكتور كارلوس فلاديميرو كوارش الذي وصل الى العاصمة المصرية مساء اول من امس على رأس وفد امني في زيارة تستمر ثلاثة ايام. ومعروف أن البلدين يربطهما اتفاق للتعاون الأمني وقّعه العام الماضي وزيرا خارجية البلدين. وتعطي القاهرة مسألة التعاون الامني مع دول اميركا اللاتينية اهتماماً بالغاً منذ توافر معلومات عن نزوح اعداد من الاصوليين المصريين الى هناك بعدما ضاقت بهم الاوضاع في افغانستان وباكستان والبوسنة والشيشان والسودان. وكانت مصر تسلمت العام الماضي من الاكوادور اصولياً هو محمد عبيد عبدالعال واحالته على نيابة أمن الدولة بتهمة دعم عمليات الارهاب التي وقعت داخل البلاد خلال السنوات الماضية. كما تبذل السلطات المصرية جهوداً لاقناع السلطات في اوروغواي بتسليمها مصريا آخر هو سعيد مخلص كان اعتقل قرب الحدود مع البرازيل. الا أن عقبات قضائية هناك حالت دون اتمام عملية التسليم بعد أن لجأ مخلص الى المحكمة العليا في اوروغواي للاعتراض على تسليمه. وأفادت مصادر مصرية مطلعة أن المحادثات مع الجانب الارجنتيني تركّز على الجهود التي تبذلها مصر لتضييق الخناق على الاصوليين الفارين في الخارج والمطلوبين للمثول امام القضاء، مشيرة الى أن الجانب المصري سيسلم الجانب الارجنتيني ملفاً يحوي اسماء وصور عدد من الاصوليين الذين يرجح انهم متواجدون في دول تقع في اميركا اللاتينية للقبض عليهم في حال دخولهم الى الاراضي الارجنتينية. واكدت المصادر حرص الجانبين على تفعيل التعاون في مجال التعاون الأمني ومكافحة الارهاب، مشيرة الى أن القاهرة لمست تعاوناً ايجابيا من جانب السلطات الارجنتينية في هذا الشأن. وأدلى الوزير الارجنتيني بتصريحات للصحافيين اكد فيها التزام بلاده بالاتفاق مع مصر في مجال التعاون الأمني، وشدد على أن بلاده "تتعاون مع دول اميركا اللاتينية في الوقاية من الارهاب الدولي". واشار الى أن ذلك "يتم في اطار منظمة الدول الاميركية والاممالمتحدة". وأكد ان الارجنتين "مستعدة للتعاون مع دول العالم كافة من اجل مكافحة الارهاب الدولي باعتباره ظاهرة تمثل وباء وآفة لابد من مواجهتها". واوضح ان بلاده تؤيد أي مبادرة لمكافحة الارهاب وبينها المبادرة التي اطلقها الرئيس حسني مبارك في شأن عقد مؤتمر دولي تحت مظلة الاممالمتحدة ووضع خطة لمكافحة الارهاب على المستوى العالمي. ولفت الى ان الرئيس الارجنتيني كارلوس منعم كان صاحب الدعوة الى عقد مؤتمر مكافحة الإرهاب في الدول الاميركية والذي شارك فيه سفير مصر في الارجنتين بصفة مراقب.