فتحت المدعية الفيدرالية الأرجنتينية بالوما أوتشوا تحقيقاً حول الاستثمارات القطرية في الأرجنتين التي تم وصفها بأنها مشبوهة غامضة، وتثير الريبة، خاصة بعدما كشفت الأزمة القطرية الأسرار السوداء للدوحة مع الإرهاب والأعمال غير القانونية. وكشفت تقارير أرجنتينية عن أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد زار الأرجنتين العام الماضي، والتقى الرئيس الأرجنتيني ماوريثو ماكري، وشهدت الزيارة ضخ أموال قطرية بحجة الاستثمارات، إلا أن الأمر تم بشكل وصفته الأوساط السياسية والصحافية الأرجنتينية ب «المريب والغامض»، وهو ما يستدعي البحث عن «الأسرار السوداء» وراء حركة المال القطري. وأدى عدم وضوح الاتفاق إلى مزيد من الضغوط على وزارة الخارجية الأرجنتينية لتظهر على السطح من جديد بعد أن أخذت الأزمة القطرية أبعادا كبيرة مع دول عربية، خصوصا أن المستشارة الألمانية تحدثت عن الأزمة أثناء زيارتها إلى أميركا اللاتينية في إطار جولتها في المنطقة الساعية لإبرام اتفاقات تجارية مع دول «الميركوسور». وجاء قرار المدعية الفيدرالية الأرجنتينية بالوما أوتشوا بفتح تحقيق حول الاستثمارات القطرية في الأرجنتين بمثابة زلزال قوي لفتح ملفات الاتفاقات بين قطروالأرجنتين، والتحقق من وجود خروقات للسيادة القضائية الأرجنتينية، حسبما تشير الأوساط الإعلامية هناك، وذلك على خلفية مذكرات مثيرة للجدل وقعتها الدوحة وبوينس آيرس. وتطرقت التقارير إلى أن فتح ملف دعم قطر للإرهاب أثار الجدل حول الأموال القطرية في الأرجنتين والاستثمارات، مما سيحتاج لشفافية أكبر في المرحلة المقبلة لتوضيح نوعية تلك الاستثمارات المشتركة، خصوصا أن الاتفاقية أصبحت مصدر قلق بسبب عدم معرفة مصدر ضخ الأموال القطرية، وأن الاتفاق لم يمر عبر الكونغرس الأرجنتيني، مما سيدفع وزارة الخارجية إلى تقديم توضيحات أكثر حول اتفاقات قطر المريبة. وسربت الصحف الأرجنتينية عددا من الوثائق التي أظهرت عددا من البنود التي رآها البعض مجحفة للجانب الأرجنتيني ومثيرة للريبة والشك، خصوصا أن استثمارات الصندوق قد تصل إلى مليار ونصف المليار من الدولارات يقوم بإداراتها «طرف ثالث» لم تحدد هويته في إطار استثمارات في الداخل الأرجنتيني، مما يخرق السيادة القضائية ولا يجعل تلك الاتفاقية خاضعة للمراقبة، وقد يسمح بدخول أطراف قد لا ترغب فيهم الأرجنتين في إدارة مشاريع بنية تحتية كطرف ثالث يفرض عليهم دون قدرتهم على تغيير الأمر الواقع، وينتهك سيادة البلاد دون مراقبة الأموال. وفتحت الأزمة الحكومة القطرية مع جيرانها أبواب النيران على إدارة الرئيس ماكري، وذلك لأن التحقيقات الآن قد تشمل الرئيس ونائبته وموظفين كبارا في الدولة، لتورطهم مع لاعب التنس الأرجنتيني الشهير غاستون غاوديو الذي كان حلقة الوصل والوسيط بين قطروالأرجنتين لإبرام صفقات الاستثمار المثيرة للجدل. وفي تطور آخر، قالت مصادر أمنية مصرية، إن القاهرة بدأت في اتخاذ إجراءات لمطالبة الإنتربول الدولي بإدراج أسماء ال26 متهما بالإرهاب والمرتبطين بقطر، في النشرة الحمراء، للقبض عليهم. ووردت هذه الأسماء ضمن القائمة التي أعلنتها، قبل ثلاثة أيام، كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وتضم 59 فردا و12 كيانا. وجددت السلطات طلبا سابقا للإنتربول بتسليم 400 مطلوب في قضايا تتعلق بالإرهاب. ومن بين هذه الأسماء الأشخاص ال26 في اللائحة المشتركة التي صدرت من الدول الأربع يوم الخميس الماضي.