تسائلُني: "العيدُ... كيف يجيئ؟" ويلهث في الحلقِ حزنُ السؤال تعودُ المرابع ذاكرةً والزمان قوافله نغمةً للحداء تتحدّر في النسغ عاصفة للبكاء. كان يأتي ليزرعَ أفراحه في عيون الصغار كان يأتي بأهدابنا لهفة وانتظار لنا كانت اللحظات البريئة والانتشاء لنا الحب... والشوق... والانتماء وتسألُ..؟ عن نبضة الحبِ...؟ عن لهفة الشوقِ..؟ عن روعة الانتماءِ...؟ أيحلمنا اليوم للأمس عيداً يستعيد انتشاءاتنا؟ نتراكض حلماً جديداً؟ نبحث عنّا بأعماقنا فلا نجد العيد إنا نعيّد حين يكون اللقاء هو العيدُ يأتي بموعدِه أو... ربما العيدُ ليس يجيئ موغلة في المتاهات ارضُك وموغلةُ في المتاهات أرضي فكيف يظلّ بنا العيدُ... حلماً يضيء؟ وكيف يظلّ الزمانُ البريء ولون النهار جوىً يتأجّج جمراً بنبضي؟ وكيف تعودُ ملامح وجهِكَ فيض حنان؟ ورائحة العودِ والطيبِ والزعفران ويغمرنا العيد... عيدا بكل زمانٍ... بكل مكان..؟ تسائلني: "العيد... كيف يجيئ؟" أيُّ كمّ من الحزنِ هذا الذي ليس يفضي الى غير اوهامِنا والمحال..؟ أيّ كمّ من الأمسِ يبقى بنا نراه ولكنه لا يرانا زماناً يمرّ.. ولكنه ليس يمضي تكرّ خطانا.. تفرّ خطانا ولا يتبقّى غير وشم المكان وخطو الزمان هوى... وهوانا. لنا العيدُ..؟ في رقصة اللحظات القصار وحلم نهار لنا ومضة اللحظات المضيئة خفقة اجنحة وفضاء صدى لحداء لنا العيدُ..؟ نصهلُ فيه انبعاثاتنا والزمان؟ أيأخذ كل هوانا وأشواقنا... وانسحاقاتنا ويترك - بعض مُنانا وفي العمر - متّسعاً للخيال... وحلماً جديداً...؟