قفزت أسعار النفط في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس عقب اعلان وزراء نفط الخليج في اجتماع استثنائي عقدوه في الشيبة السعودية عن "امكانية التوصل خلال الاسابيع القليلة القادمة الى اتفاق فعال يعيد الاستقرار الى السوق ويعمل على تحسين الاسعار بشكل ملموس". وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان ابريل نحو 57 سنتاً مسجلاً 12.13 دولار للبرميل. وعقد وزراء نفط السعودية والكويت وعمان وقطر اجتماعاً تشاورياً قبل ظهر امس، على هامش افتتاح حقل الشيبة الذي رعاه ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز. وغاب عن الاجتماع وزيري نفط الامارات والبحرين. وقال وزراء النفط الاربعة في بيان ان "وضع السوق النفطية في الوقت الراهن من حيث تدني الاسعار وارتفاع المخزون ليس في صالح الدول المنتجة ولا الصناعية النفطية على الأمدين القصير والطويل". واضاف البيان "ان لهذا الوضع آثاراً سلبية على الاقتصاد العالمي، من حيث انخفاض الاستثمارات النفطية، ما قد يؤدي الى انخفاض الامدادات النفطية مستقبلاً وهذا امر غير مقبول ولا يجب استمراره". وأشار البيان الذي سُمي "بيان الشيبة"، نسبة الى حقل الشيبة النفطي في الربع الخالي في السعودية، الى ان الدول المجتمعة في الشيبة ستعمل وبالتشاور المكثف مع الدول المنتجة للبترول من داخل "اوبك" وخارجها على "اتخاذ جميع الوسائل واهمها تخفيض الانتاج بكميات يعتد بها كفيلة بسحب فائض المخزون من السوق ما يؤدي الى ارتفاع الاسعار". وبحث الوزراء خلال الاجتماع في اوضاع الاسواق النفطية العالمية وفي بناء موقف خليجي موحد تجاه الاسواق النفطية وفي القضايا التي سيبحثها وزراء "اوبك" في اجتماع فيينا المقبل. وقالت مصادر السوق النفطية في لندن ان اجتماع الشيبة جنوب شرق الربع الخالي في السعودية زاد من احتمالات توصل منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك خلال الاجتماع الوزاري الذي سيعقد في فيينا في 23 الشهر الجاري إلى اتفاق لخفض الانتاج. وقال وسطاء في لندن ان أنباء اجتماع وزراء النفط الخليجيين تبشر باحتمال بدء سحب الفائض من المخزون في السوق النفطية بكميات تعيد الاستقرار الى معادلة العرض والطلب وترفع الاسعار. وكانت "اوبك" اجلت في اجتماعها الأخير الذي عقد في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في فيينا اتخاذ قرار في شأن تخفض الانتاج الى اجتماع فيينا هذا الشهر. وتنفذ دول "اوبك" في الوقت الحاضر تخفيضات الانتاج التي اتفق عليها في آذار وحزيران يونيو العام الماضي ومقدارها 2.6 مليون برميل يومياً وينتهي العمل بها في نهاية حزيران المقبل.