بثت الإذاعة الاريترية امس ان الجيش الاثيوبي اخترق احد المواقع الاريترية في جبهة بادمي شيرارو، وعزت ذلك الى ضخامة عدد القوات المهاجمة. وأوضحت ان القوات الاثيوبية نقلت عدداً كبيراً من رجالها في الجبهات الأخرى الى جبهة بادمي واستطاعت اختراق موقع في تلك الجبهة. وعلى رغم الاعتراف الرسمي الاريتري بالاختراق العسكري الاثيوبي فإن أي إعلان رسمي لم يصدر من أديس ابابا. لكن مصادر اثيوبية رفيعة المستوى اكدت لپ"الحياة" ان المعارك التي احتدمت منذ الثلثاء الماضي تواصلت أمس بعدما تجاوز الجيش الاثيوبي خطوط الدفاع الاريترية في مثلث بادمي - شيرارو، وان القوات الاريترية تكبدت خسائر فادحة. واكدت المصادر نفسها، ان القوات الاثيوبية اسقطت مقاتلة اريترية من طراز "ميغ - 29" صباح امس، واسرت قائدها، واشارات الى اسقاط مقاتلة اخرى من الطراز ذاته مساء الخميس الماضي، وتدمير خمس فرق عسكرية خلال مواجهات الأيام الأربعة الماضية. وزادت ان القوات الاثيوبية ستواصل شن هجماتها على القوات الاريترية على رغم استعادة الأراضي المتنازع عليها. يذكر ان مثلث بادمي مساحته نحو 400 كيلومتر يضم قطاع مرب - ستيت وفيه جبهة طولها 60 كيلومتراً، وتؤكد اسمرا ان الاختراق الاثيوبي امس حصل في ثغرة صغيرة ضمن هذا القطاع. وساد قلق واسع الشارع الاريتري لدى اعلان الاختراق الاثيوبي من دون تفاصيل صباح امس، لكن الاذاعة الرسمية الاريترية بثت مساء ان قوات اسمرا اضطرت الى اخلاء بعض مواقعها الثابتة التي اخترقتها القوات الاثيوبية، وإحداث بعض التغييرات في الخطوط الدفاعية الاريترية في شكل يتلاءم مع المستجدات العسكرية في القطاع. وعلى صعيد التحرك الديبلوماسي لاحتواء الحرب، علمت "الحياة" من مصادر افريقية ان وفداً من منظمة الوحدة الافريقية سيغادر اليوم الى اسمرا في اطار المبادرة التي اطلقتها المنظمة في أيار مايو الماضي. وسيجري الوفد محادثات مع المسؤولين الاريتريين في محاولة جديدة للتوسط بين البلدين، علماً ان لجنة الوساطة كانت أجلت مساعيها منذ مطلع الشهر بسبب تصاعد حدة القتال واصرار اسمرا على عدم حضور ممثل جيبوتي في عداد الوفد الافريقي. ونقلت صحيفة "اديس تريبون" الاثيوبية عن السفير الاميركي في أديس ابابا ديفيد شين ان "واشنطن ما زالت تؤيد الاتفاق الاطار لمنظمة الوحدة الافريقية"، ودعا اريتريا الى الموافقة عليه. واعلنت اثيوبيا موافقتها على مبادرة السلام التي اقترحتها المنظمة، وتنص على انسحاب القوات الاريترية من المناطق المتنازع عليها. وتصر اديس ابابا على تنفيذ نقاط المبادرة الافريقية قبل البحث في اي مفاوضات محتملة مع اريتريا في شأن الحدود وترسيمها. من جهة اخرى، قررت الحكومة الايطالية منح الحكومة الاثيوبية 240 مليون دولار للمساعدة في تنفيذ مشاريع تنمية . واكد بيان صدر امس في ختام اجتماعات ضمت مسؤولين اثيوبيين وإيطاليين في اديس ابابا، ان الدعم الايطالي سيوجه في إطار برامج الامن الغذائي والصحة والتعليم والتنمية. يذكر ان الحكومة الايطالية كانت عرضت التوسط في النزاع الحدودي بين اريتريا واثيوبيا، وأكدت استعدادها لضمان الأموال اللازمة لاعادة ترسيم الحدود، وإرسال خبراء في هذا المجال وتأمين الخرائط التي وضعها الايطاليون خلال استعمارهم اريتريا واجزاء من اثيوبيا قبل انتهاء الحرب العالمية الثانية. لكن اثيوبيا فضلت وساطة منظمة الوحدة.